مرحبًا بك يا صديقي العسل،
مما لا شك فيه أن كل شخص يريد فتح حساب تداول في بورصة العملات قد مر بهذه المرحلة من الحيرة في اختيار الوسيط المناسب له. حيث يوجد على الساحة المئات، بل الآلاف من الأسماء الرنانة التي تسعى لجذب رؤوس الأموال لها. وهو ما يجعل كل مُضارب في حيرة من أمرة ما بين الاختيارات المتاحة أمامه. فتكون النتيجة في النهاية هي:
1. إما أن يقوم المُضارِب بفتح حساب مع شركة وهمية – لمجرد أنهم تواصلوا معه بصورة شخصية – فيقوم بإيداع أمواله معهم ليكتشف عند السحب أن أمواله قد تبخرت لأنه قد وقع ضحية عملية نصب.
2. أو أن يفتح حسابه مع شركة وساطة ضعيفة الإمكانيات ولا تقدم الجودة المطلوبة سواء من حيث خدمة العميل – سرعة وسلاسة السحب والإيداع – سرعة تنفيذ الصفقات على منصة التداول.
لذلك ففي هذا المقال سوف أحاول أن أوضح لك مجموعة من الحلول والأفكار التي قد تمكنك من اختيار وسيط التداول الذي يتناسب مع امكانياتك. وأعدك أن تكون بعض الأفكار المكتوبة في هذا المقال خارج المألوف. وأنني قد قمت بتجربة هذه الأفكار بنفسي.
ولكن في البداية فأسمح لي أن أوضح لك يا صديقي أنه حتى تاريخ كتابة هذا المقال فإنني لا أعمل كسمسار مسوق Introducing Broker – IB لأي شركة وساطة. وأن هذا المقال مستوحى من واقع تجربتي الشخصية في التعامل مع هذا الملف. وهدفي هو أن أساعدك من خلال تقديم نصائح تستطيع أن تطبقها بنفسك لتصل للنتائج التي ترغب بها.
والآن كفانا مقدمات، وهيا بنا نبدأ.
أولًا، هل يمكن لوسيط الفوريكس أن يكون غشاش ومخادع؟
أكيد.
من الممكن أن يكون وسيط الفوركس غشاش ومخادع. فمع غياب الدور الرقابي والجهات التنظيمية لبورصة العملات الدولية في العديد من بلدان الوطن العربي فإن الكثير من الشركات النصابة تحاول اصطياد عملائها باستهداف المنطقة العربية.
كذلك فإن سوق الفوركس بطبيعته هو سوق متقلب بصورة كبيرة لأنه يعتمد بصورة أساسية على وجود الروافع المالية، التي تعتبر سلاح ذو حدين بالنسبة لكل أطراف اللعبة. لذلك فإن الأماكن القيادية للشركات تتبدل وتتغير مع مرور الزمن. فالشركة “س” قد تكون هي الأشهر على الساحة لعدة أعوام، ولكن مع مرور الوقت تظهر الشركة “ص” ببعض المزايا التنافسية فتتقدم لتصبح هي الأشهر وهكذا.
لذلك فإن أول نصيحة لك يا صديقي العسل هي ألا تضع البيض كله من سلة واحدة. وما يجب عليك فعله هو أن تنوع رأس مالك ما بين مجموعة من الشركات الموثوق بها. فبعد أن تقوم بتطبيق مجموعة النصائح الموجودة في هذا المقال ستخرج بقائمة من الشركات التي تعتبر موثوقة في الوقت الراهن. وكل ما عليك هو أن تختار من بين أفضلها ثم تقوم بتوزيع رأس مالك بينهم. ولكن أحذر من الإفراط في التوزيع؛ حيث يجب أن يكون العدد مناسب حتى يمكنك متابعة أعمالك بشكل سلس. ومن وجهة نظري فإن العدد المثالي هو ما بين شركتين إلى أربع شركات وساطة ذات سمعة جيدة.
ثانيًا، جرب السحب والإيداع.
نعم وبكل بساطة، بعد أن تفتح حساب تداول مع وسيط الفوركس الذي تنوي التعامل معه، قم بإجراء عدة عمليات إيداع وسحب بمبالغ ضئيلة وذلك من أجل التجربة العملية.
فبعض الوسطاء يدعون أن عمليات السحب لديهم تكون فورية instantly وذلك من أجل جذب العملاء واعطائهم إحساس بأن أموالهم رهن إشارتهم وقتما أرادوا. ولكن للأسف، فعندما يجرب العميل هذه الخدمة يكتشف أنها زائفة، وبعد محادثة خدمة العملاء الخاصة بالشركة، يُطلَب منه الانتظار لحين مراجعة بياناته. لذلك فإن تجربة خدمات السحب بمبالغ صغيرة يُعتبَر أمرٌ جيد من أجل إعطاء بعض الثقة في مصداقية الخدمات التي يقدمها وسيط الفوركس. فوسيط الفوركس المخادع لن يلبي طلبات السحب بسهولة.
ثالثًا، جرب خدمة العملاء.
نعم يا صديقي العسل، فالكثير منا يعتبر أن خدمة العملاء تحصيل حاصل، وأنها موجودة بصورة دائما. ولكن في الواقع العملي فإن بعض الشركات لا تعطي أي اهتمام لخدمة العملاء. بل تقوم بتعيين موظفين لا يفهمون عملهم. وبعض الشركات تستعين بوكالات خارجية مهمتها هي الرد على العملاء وهم بطبيعة الحال لا يفهمون القواعد الأساسية للتداول في الفوركس، فتكون النتيجة في النهاية هي عميل غير راضٍ عن خدمة العملاء أو عن الشركة.
لذلك فإن تجربة خدمة العملاء الخاصة بالشركة هي أمر لا غنى عنه. فآجلا أو عاجلا سوف تحتاج لمن يساعدك في أمر ما. وهنا يأتي دور خدمة العملاء. لذلك لا تتهاون في هذه الخطوة قبل أن تفتح حساب تداول مع الشركة. وتعامل مع موضوع خدمة العملاء على أنه شيء أساسي ولا غنى عنه.
كذلك فنصيحتي لك هي أن تجرب القنوات المختلفة لخدمة العملاء مثل، التواصل من خلال موقع الشركة أو من خلال البريد الإلكتروني، أو حتى من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. المهم أن تجرب كل قنوات الاتصال المتاحة حتى تتمكن من تقييم خدمة عملاء الشركة بصورة صحيحة. ولتتأكد من أن هناك من سيجيب طلبك وقت الحاجة.
رابعًا، قارن بين أداء منصة التداول التجريبية والحقيقية.
عندما يقوم العميل بتسجيل حساب تجريبي فإن شركة الوساطة تكون على علم بأن هذا العميل يريد أن يتحول لفتح حساب حقيقي، ولكنه يريد تجربة الخدمة أولًا. وبالتالي فإن معظم الشركات توفر للعملاء الجدد حسابات تجريبية على خوادم منفصلة عن تلك التي تستخدم في الحسابات الحقيقية. بحيث أن هذه الخوادم تمتاز بالسرعة والخفة في تنفيذ الأوامر، حتى يشعر العميل المحتمل بالرضى وتزيد فرصة تحوله من الحساب التجريبي إلى الحساب الحقيقي.
ليس هذا فقط، بل أن الكثير من الشركات تمنح الحساب التجريبي مزايا مثل الـ Spread المنخفض والثابت عند قيمة صغيرة طوال اليوم بحيث أن يحقق العميل الكثير من الأرباح في حسابه التجريبي. وبالتالي يشعر بالرضى عن الشركة، مما يحفزه لفتح حساب حقيقي.
ولهذا يا صديقي العسل فإنني أنصحك بأن تقوم بالخطوات التالية:
1. سجل بياناتك مع الوسيط الذي تنوي التعامل معه
2. لا تقم بعملية إيداع حتى تنتهي من الخطوات التالية
3. قم بفتح حساب حقيقي وحمل منصة التداول الحقيقية
4. قم بفتح حساب تجريبي وحمل منصة التداول التجريبية
5. أفتح المنصتين معا حتى تشاهد الفرق بينهم
6. لو كان الفرق في السرعة والأداء بين المنصتين كبير فهذه نقطة سلبية وتحتسب على شركة الوساطة، ولو كان الفرق ضئيل فهذه نقطة إيجابية تحتسب لهم.
خامسًا، شاهد وأدرس مواقع تقييم وسطاء الفوركس.
يقدم موقع wikifx.com تقييم للشركات التي تقدم خدمات في سوق العملات الدولية. فمن خلال هذا الموقع يمكنك معرفة الكثير عن الشركة التي تنوي التعامل معها. مثل تراخيص الشركة وأنواع الحسابات واختبار سرعة تنفيذ الصفقات وطرق السحب والإيداع. وفي النهاية يوجد تقييم عام للشركة.
النقطة الهامة عند التعامل مع موقع wikifx.com هي عدم الاعتماد على التقييم العام بدون النظر إلى التفاصيل. فبعض الأشخاص قد يقومون بفتح حساب مع وسيط ما لمجرد أن لديه تقييم مرتفع، ولكن لو قاموا بالدخول داخل صفحة هذا الوسيط في الموقع ربما يجدوا أن هناك الكثير من الإنذارات المقدمة ضد هذا الوسيط. لذلك فمن الأفضل دائما التجول داخل صفحات الوسطاء لمعرفتهم عن قرب.
كذلك فإن موقع trustpilot.com يقدم خدمة تقييم الشركات. فمن خلال هذا الموقع يمكنك تقريبا أن تجد تقييمات لكل وسطاء الفوركس ومزودي الخدمات في هذا المجال.
من المهم هنا أن تقوم بالتدقيق في التقييمات ذات النجمة الواحدة وذلك لكي ترى الأسباب التي تجعل عملاء الشركة تشتكي من خدمات الشركة. ومن أهم أسباب الشكوى:
1. مشاكل في السحب والإيداع
2. عدم استجابة خدمة العملاء
3. مشاكل في التسجيل وفتح الحسابات
4. بطء تنفيذ الصفقات ومشاكل في منصة التداول
ومن خلال دراسة شكاوى العملاء يمكنك تكوين فكرة جيدة عما أنت مقدم عليه. ولكن عليك أيضا الحذر لأن مجال الفوركس هو مجال يعتمد على الوقت والمال، والكثير من الشكاوى قد تكون كيدية أو أن العميل يكون قد خسر رأس ماله فيريد إسقاط اللوم على شركة الوساطة واتهامها بما ليس فيها.
كذلك، فكما قرأت رسائل الشكاوى فإن عليك أيضا قراءة ردود خدمة عملاء الشركة حول الادعاءات والشكاوى المقدمة ضدها. فمن خلال هذه الردود يمكنك تحديد الطرف المخطئ ويمكنك أن تقييم المسألة من خلال منظور أكثر موضوعية وحيادية.
سادسًا، التعرف على تراخيص الشركات.
وهنا يجدر الإشارة إلى أن الكثير من الشركات تحصل على مجموعة من التراخيص من دول مختلفة. فتجد أحد الشركات وقد حصلت على خمس تراخيص من قبرص، وأستراليا، وجزر سيشل، وغيرها. حيث ترى الشركات أن حصولها على عدد كبير من تراخيص العمل سوف يعزز من ثقة العميل بها.
ولكن احذر، فبعض الشركات تخدع العملاء من خلال تسجيل الترخيص على موقع مختلف عن ذلك الذي تستخدمه في فتح الحساب. فمثلا قد تحصل الشركة على ترخيص لموقع abc.com ولكن الموقع الذي تطلب منك تسجيل بياناتك فيه هو ab-c.com. وبالتالي فعندما تقع مشكلة بينك وبين الشركة لن تستطيع مطالبة الهيئة الرقابية بشكوى ضد الشركة، لأن الموقع الذي سجلت بياناتك فيه يعتبر خارج نطاق عمل هيئة الرقابة.
سابعًا، أبحث عن وسيط فوركس يتعامل مع بنك PayPal.
هل لاحظت يا صديقي أن معظم شركات الواسطة في سوق الفوركس تستخدم تقريبًا نفس وسائل السحب والإيداع. إنهم يستخدمون نفس البنوك الإلكترونية والعملات المشفرة في تعاملاتهم المالية. والسبب في ذلك هو أن السياسات النقدية لهذه البنوك الإلكترونية تسمح لوسطاء الفوركس بالتعاون معها.
ولكن من بين جميع الأسماء الموجودة، هناك بنك الكتروني واحد يثير اهتمامي. هذا البنك هو PayPal.
فشركة PayPal هي شركة مساهمة ومسجلة في أكبر البورصات العالمية، وهي بورصة نيويورك للتبادل الأوراق المالية NYSE. وبالتالي فهي تخضع لرقابة صارمة ولن تقبل أن يكون من بين عملائها شركات مشبوهة في تعاملاتها المالية.
بالتالي يا صديقي العسل فإنه يمكنك أن تستخدم هذه المعلومة لانتقاء شركات الوساطة ذات السمعة الجيدة في سوق الفوركس، بحيث أن يكون من ضمن وسائل السحب والإيداع استخدام خدمات البنك الإلكتروني PayPal. فإذا كان بنك PayPal موجود ضمن وسائل السحب والإيداع لدى سمسار الفوركس فإن هذا يعني أن شركة PayPal تقوم بمراجعة أوراق سمسار الفوركس حتى تتأكد من مصداقيته في العمل.
وأنا هنا لا أدعوك يا صديقي إلى استخدام بنك PayPal في عمليات السحب والإيداع. لأنك لو كنت تسكن أحد الدول العربية التي لا تدعم سوق الفوركس ففي الغالب فإن بنك PayPal سيرفض القيام بعمليات السحب والإيداع الخاصة بك.
إن ما أدعوكَ له هو أن تتأكد من وجود بنك PayPal ضمن وسائل السحب والإيداع لدى وسيط الفوركس الذي تنوي التعامل معه حتى تضمَن أنك تتعامل مع وسيط محترم، لأن بنك PayPal شركة مساهمة أمريكية، وهي لن تقبل التعامل مع وسيط لا يحقق معاييرها الخاصة للرقابة على الأموال.
وقبل أن أغلق هذه النقطة فإنه يجدر الإشارة إلى أن هناك الكثير من الشركات الموثوقة التي لا تستخدم بنك PayPal، فهو غير شائع الاستخدام في مجال الفوركس. لكنه لو كان موجود فهو أفضل.
خلاصة ما سبق
هذا ويمكننا أن نلخص ما سبق في النقاط التالية:
1. أفتح حسابات مع أكثر من وسيط تداول في نفس الوقت. ويفضل أن يكون العدد ما بين اثنين إلى أربع وسطاء.
2. اختبر الطرق المختلفة للسحب والإيداع بمبالغ بسيطة قبل أن تقرر التعامل مع وسيط الفوركس.
3. جرب الطرق المختلفة التي يقدمها وسيط الفوركس من أجل التواصل مع فريق الدعم الفني وخدمة عملاء الشركة.
4. قارن بين أداء منصة التداول في الحسابات التجريبية والحقيقية.
5. تحقق من مواقع تقييم الوسطاء مثل wikifx – Trustpilot. وذلك مع التدقيق في التقييمات للتأكد من مصداقيتها.
6. تعرف على التراخيص المختلفة للشركة والدومين المرتبط بكل ترخيص.
7. يفضل أن يكون بنك PayPal من بين قنوات السحب والإيداع الموجودة لدى وسيط الفوركس الذي ترغب في التعامل معه.
وأخيرًا يا صديقي العسل فأنصحك بأن تدون كل ملاحظاتك في مفكرة ورقية أو الكترونية بحيث يمكنك الرجوع لها من وقت لآخر من أجل إعادة تقييم الشركات في المستقبل. فمعرفتك بوسطاء الفوركس الذين تتعامل معهم يعتبر جزء أساس من مهنتك كمُضارِب محترف في هذا السوق. والسبب هو أن هذا السوق هو سوق لا مركزي، أي أن كل وسيط فوركس يعتبر بمثابة سوق صغير في حد ذاته، لأنه يتحكم في عمليات المقاصة الداخلية بين العملاء، وبناء عليه فمن المهم التأكد من مصداقته ومهارته في التعامل مع أموال العملاء.
أتمنى أن تجد هذا المقال مفيدا لك،
وسلامي إلى أن نلتقي في مقال آخر يا صديقي العسل