لقاء صحفي مع نيكولاس دارڤاس – الجزء الثاني

الجزء الأول من اللقاء الصحفي

الصحفي: بمناسبة الحديث عن الوقت. ما هي المدة التي تقضيها في المتوسط يوميًا في إدارة حساب التداول الخاص بك؟

دارڤاس: أنا أقرأ “البارون” Barrons بصورة ثابتة كل يوم. حسنًا، لا أقرأها كلها بل أتفحصها ومن خلال ذلك أستطيع أن أرى اتجاه السوق بشكل عام، القطاعات القيادية في السوق والأسهم الرائدة. هذا كل ما أريد معرفته. يستغرق هذا حوالي عشر دقائق. إذا كُنت في السوق، فسوف ألقي نظرة على أسعار الأسهم الفردية الخاصة بي لمعرفة ما إذا كُنت بحاجة إلى تحريك نقاط وقف الخسارة المتحركة؛ وإذا أردت تحريكها فسوف أرسل برقية بأوامري الجديدة إلى السمسار الخاص بي. يستغرق هذا حوالي 10 دقائق أخرى. هذا كل شيء.

دارڤاس 1960 – اثناء قيامة بمراجعة أسعار الأسهم

الصحفي: إذن، أنت تقضي عشرون دقيقة في المتوسط يوميًا لإدارة محفظتك التي تقدر بعدة ملايين من الدولارات! سيصاب مديرو معظم الصناديق الاستثمارية وبعض المستثمرين الآخرين بالصدمة من هذه الإجابة. هل يمكنك تفسير السبب وراء قضاء هؤلاء حوالي ثماني ساعات أو أكثر يوميًا لإدارة محافظهم الاستثمارية؟

دارڤاس: حسنًا، إن هذا يعود في الأساس لسيكولوجية المُضاربين. فمدير الاستثمار الذي يدير ملايين الدولارات التي تعود لأحد الصناديق الاستثمارية، ببساطة، لا يمتلك المرونة للقفز دخولًا وخروجًا من الأسهم ذات العزم الحركي السريع. إن هذه هي أحد أكبر المزايا التي يمتلكها المُضارب الفرد على الصناديق الاستثمارية الكبيرة.

عليك أيضًا أن تستوعب الاجراءات التي تحدث في خلفية عملية إدارة الأسهم في الصناديق الاستثمارية. فهم لا يستطيعون رؤية سهم يرتفع فيشترونه بهذه البساطة. إن عليهم الخوض في مجموعة كاملة من الاجراءات والمقابلات مع المديرين، حملة الأسهم والمحللين؛ وهذا قد يعني أن عملية شراء السهم قد تأخذ عدة أسابيع؛ وفي ظل هذا الوقت قد يكون السهم قد ارتفع 10، 20 أو فوق الـ 25%. إن هذا البطء يعيبهم كثيرًا.

أنا لست ضد صناديق الاستثمار في المطلق. ولكنني اعتقد أن المُضارب الفرد يمكنه أن يحقق أداء متفوق بمفرده وبدون أن يدفع 5% كرسوم إدارية على امواله. فلماذا يدفعها بينما يستطيع أن يحصل على أداء أفضل بنفسه.

إذن للإجابة على السؤال، فإن المدة ببساطة هي حوالي خمس إلى 10 دقائق في اليوم. أعتقد أن أي فترة أطول من ذلك يمكن أن تكون ضارة بالفعل لحساب التداول الخاص بك.

الصحفي: دارڤاس، بتصفح كتابك “كيف ربحت 2 مليون دولار في سوق الأسهم” فمن الواضح تمامًا أنك أخذت بعض المخاطر الهائلة في فترة مبكرة من مهنتك كمُضارب. أعني، في مرحلة ما، كُنت تُضارب بكل حسابك مع 50% كهامش على رأس المال، هذا إذا لم أكن مخطئًا. اعتقد أنه من الآمن التصريح بأنه على الأرجح أنك ما كُنت لتصل لوضعك الحالي لولا هذا. حتى أن بعض الناس يطلقون عليك لقب “المقامر” و”محظوظ سوق الأسهم”. فماذا تقول عن ذلك، وكيف تجيب هؤلاء النقاد؟

دارڤاس: النقاد؟ أنت تتحدث عن صفقتي في سهم “إي. إل. بروس” … أليس كذلك؟ ماذا أستطيع أن أقول؟ بالتأكيد، ربما أدركت بعد فوات الأوان أنها كانت تميل للمقامرة بعض الشيء، ولكنها بالتأكيد قد أثمرت عن 295،000 دولار من الأرباح. كل شيء كان يبدو بشكل سليم في ذلك الوقت. السوق كان قويًا؛ حركة سعر السهم وحجم تداوله كانا رائعين. لقد صنعت أرباحًا طائلة في سهمي “لوريلارد” و”داينرز كلب” قبل صفقتي هذه في “إي. إل. بروس”. لقد أدركت أنه إذا وضعت “وقف خسائر أوليّ” فإنني إن خسرت فلن أخسر سوى نسبة صغيرة من هذه الأرباح.

سهم “إي. إل. بروس” الذي حقق من ورائة دارڤاس 295،000 دولار

المقامرون هم أشخاص يشترون اعتمادًا على الأمل. من المؤكد أنني قمت بصفقات كبيرة الحجم، ولكن فقط عندما اجتمعت كل العناصر معًا بشكل صحيح. إنني أستطيع بسهولة أن استمر لشهور بدون مُضاربة؛ حتى إنني أمضيت عامين دون اجراء أي صفقة. أنا ليس لديّ “الحاجة” لخسارة المال في سوق الأسهم بالمُضاربة في أي سهم قديم. فإما أن يبهرني السهم كصفقة واعدة أو اتجاهله. أنا لا أسمح لخسائري أن تخرج عن السيطرة. فكيف يوصف ذلك على أنه “مقامرة” أو تهور؟

الصحفي: هل تُصَنِف نفسك كمُضارب أم كمستثمر؟

دارڤاس: أخبرني أنت ما الفرق بين المُضارب والمستثمر؟ فلا يوجد تعريف موحد لذلك. حسب تعريفي، فأنا مجرد مستثمر. أنا ابحث عن “الصناعات الناشئة” لتظهر لي الأسهم الأقوى والأكثر ربحية في هذه الصناعات. ثم انتظر حتى يحرك “اللاعبون الكبار” في السوق هذه الأوراق قبل أن أقفز لركوب موجة الصعود.

الصحفي: الصناعات الناشئة. إذن، ليست الصناعات الأقوى بل الصناعات الوليدة؟ لماذا؟

دارڤاس: فكر في الأمر. أن منهجي في المُضاربة مبني على الحدس السليم. فالصناعات الجديدة حيث تكون “التوقعات”. أنها جديدة. الناس دائمًا ما يكونون أكثر تفاؤلًا ومتحمسون بالصناعات الجديدة. أنه مكان وجود “الضجيج” حيث لا يتم تداول معظم الأسهم بناء على ما قد انجزته ولكن بناء على ما “يعتقد” الناس أنها تستطيع أن تنجزه في المستقبل. فالصناعة الجديدة تجلب أموال جديدة؛ أفكار جديدة وآمال جديدة. “فالأمر مختلف هذه المرة” ولكن ليس بالنسبة لي. فالاستثمار في الراديو، السيارات، التلفاز، كلها كان لها أشواطها في المُضاربة. هذه انباء معروفة. فأنا ببساطة أريد مواكبة الموضة. فكل دورة صعود في سوق الأسهم تقودها صناعة جديدة.

الصحفي: ماذا عن دراسة أرباح الشركة وعائداتها ومنتجاتها؟ وماذا عن تتبع مبيعات ومشتريات مجلس الإدارة، الخ …؟

دارڤاس: إذا كُنت قد قرأت كتابي فأنا صرحت أنني دائمًا ما أردت أن أضارب في الأسهم التي لها سجل جيد للإيرادات السابقة. فيما يتعلق بالتحليل المالي فهذا كان كل ما كُنت أهتم به. إن امتلاك السهم سجل مالي تاريخي جيد لن يساعد السهم للتقدم في المستقبل؛ ولكن الصناديق الاستثمارية تتبع هذه الأسهم. ما كان يهمني هو القوة والحماس حول السهم. فإذا كان ينتمي لصناعة ناشئة، مع سجل تاريخي جيد للإيرادات، وتقدم صحيح في سعر السهم وحجم تداوله … فإن هذا السهم يناسبني.

أما بالنسبة لأعضاء مجلس الإدارة …. فأنا لا أشغل نفسي بمعاملاتهم. ستجد أن أعضاء مجالس الإدارات عرضة لارتكاب الأخطاء مثلهم مثل أي مُضارب عادي؛ وأنا أستطيع أن أعرف كل شيء أريد معرفته عن المشترين والبائعين من خلال تحليل حجم التداول وحركة الأسعار الخاصة بالسهم. إنك قد تحاول القيام بالكثير من أجل صفقاتك. ولكن هذا غالبًا ما سيعيق نتائج تداولاتك أكثر من مساعدتها.

الصحفي: لقد ذكرت في كتابك الأخير، “أنت مازلت تستطيع أن تفعلها في السوق”، أن طريقة الدخول الخاصة بك قد تغيرت قليلاً بعد نجاح كتابك السابق “كيف ربحت 2 مليون دولار في سوق الأسهم”. هل يمكنك شرح ذلك بمزيد من التفصيل؟

دارڤاس: بالتأكيد. فبعد أن باع كتابي السابق أكثر من 500،000 نسخة، أعتقد أنه فجأة كان هناك ما يقرب من مليون مستثمر ينظرون جميعًا إلى نفس النوع من الأسهم ويبحثون عن نفس إشارة الدخول. يجب أن يكون هذا بمثابة راية حمراء إلى “مضاربي القاعة” Floor Traders الذين يكسبون عيشهم من رفع الأسعار العامة. يمكنك أن تتخيل عشرات آلاف من الطلبات من نفس النوع من الأسهم والتي تعني التلاعب الجماعي على المدى القصير. لم تعد أساليب الاختراق السابقة تعمل. كُنت أتلقى وقف خسائر متكرر طوال الوقت. عندما لا تعمل الطريقة، قم بتغييرها. لذلك بدأت ببساطة في شراء الأسهم بعد الاختراق. نجح هذا؛ لا شيء صعب للغاية. كان عليَّ الانتظار لفترة أطول قليلاً للوصول إلى نقطة دخولي. كل شيء آخر بقي على حاله.

الصحفي: هل تقول إن طريقتك الأصلية لم تعد صالحة؟ هل أنت ندمان على نشر كتابك؟

دارڤاس: لا على الإطلاق في كلا الأمرين. الطريقة لا يمكن أن تتوقف عن العمل. يمكنك أيضًا أن تسأل عما إذا كان سوق الأوراق المالية قد توقف عن العمل. طريقتي هي كيفية عمل أسواق الأسهم. إذا توقفت عن العمل فإن الأسواق تتوقف عن الوجود. لكن آليات الدخول والخروج يمكنها أن تتغير بمرور الوقت، وهي فعلًا تتغير. عندما تتدفق الجماهير على طريقة دخول واحدة، سيتم استغلالها من قبل مُضاربي القاعة فتتوقف عن العمل. وما عليك سوى البحث عن تغيير بسيط في قواعد الدخول والخروج. عليك أن تتذكر أن معظم الجمهور يتطلعون لإطعامهم الفوز بالملعقة. إنهم لا يريدون “التفكير” في أساليب الدخول والخروج. لذلك استخدم الطريقة حتى تتوقف عن العمل. وعندما تتوقف، اسأل نفسك “كيف يمكنني تشغيل هذه المنهجية مرة أخرى”. ثم استخدم الأسلوب الجديد. سيتعين عليك إجراء تغييرات صغيرة كل بضع سنوات أو نحو ذلك.

الصحفي: إذن دارڤاس، أنت ناجح الآن كما كُنت في أواخر الخمسينيات؟

دارڤاس: نعم؛ لكن الأسواق ليست معطاءة دائمًا. يبدو أننا نمر الآن بأسواق هابطة أكثر مما نمر به من أسواق صاعدة. ولكنني ببساطة أخرج من الأسواق الهابطة وأتداول نوعي المفضل من الأسهم في الأسواق الصاعدة. سيكون هناك دائمًا “سهم دارڤاس” في السوق. دائماً. بالمناسبة، فإن “سهم دارڤاس” هو سهم نشط مرتفع السعر يمكن أن يكسب 100 ٪ في أقل من 6 أشهر.

الصحفي: حسنًا، فهمتني. كُنت على وشك أن أسألك هذا. هل تُضارب بيعًا على المكشوف في الأسواق الهابطة؟

دارڤاس: لا. أنا ببساطة أبتعد عن الأسواق الهابطة وأراقب. لا أبيع على المكشوف أو أضارب على المدى القصير أو في الأسهم منخفضة السعر. أنا ببساطة أرفض “خسارة” المال ما لم يكن ذلك في السعي وراء “أسهم دارڤاس”.

الصحفي: إن طريقتك باختصار هي:

انتظر دورة السوق الصاعدة. انظر إلى الصناعات الرائدة. في تلك الصناعات، ابحث عن الأسهم الرائدة. اتبع تلك الأسهم القيادية لمعرفة ما إذا كانت تقدم لك إشارة دخول.

دارڤاس: باختصار / نعم، يجب أن أوافق على هذا.

الصحفي: دارڤاس، عندما يبدو أنك وجدت أنه من السهل جدًا تكوين ثروة في سوق الأوراق المالية، فلماذا لا يستطيع الآخرون تحقيقها؟ يبدو من الغريب أنك تجعل الأمر يبدو سهلاً للغاية، لكنني أقول إن 99٪ من المستثمرين يخسرون أموالهم.

دارڤاس: حسنًا، لا تفكر أنه لمجرد أنني أجني المال في سوق الأوراق المالية بأن الأمر سهل بالنسبة لي. أنا أيضًا عرضة لارتكاب الأخطاء. حتى في هذه المرحلة المتقدمة، أتجول في طريقي من حين لآخر وأخسر المال في مطاردة بعض النصائح. كلنا بشر وعرضة للخطأ. لا تنسى أنني مررت بفترة تعلم مدتها خمس سنوات من 1953 إلى 1958 حيث خسرت قدرًا كبيرًا من رأسمالي قبل أن أحدد ما نجح، ثم كُنت محظوظًا بما يكفي للدخول في توقيت السوق الصاعدة عامي 1958-1960. أتلقى مئات الرسائل كل عام من المستثمرين ويمكنني رؤية الأنماط المعتادة للفشل. الأسباب هي: أنهم لا يركزون على طريقة واحدة. إنهم يقامرون بالتوصيات والنصائح والأسهم منخفضة السعر. إنهم يفتقرون إلى الانضباط للالتزام بأسلوب واحد وانتظار أفضل الفرص. الجشع. لم يتعلموا أساسيات التداول الجيد. نقص رأس المال. إنهم لا يضعون الوقت والجهد في فهم كيفية عمل الأسواق والأسهم حقًا.

الصحفي: حسنًا دارڤاس. شكرًا لك على هذا الحديث. هل مازلت تستثمر؟

دارڤاس: شكرًا لك. نعم بالطبع؛ فأنا كل يوم ولمدة عشر دقائق أقوم بمسح السوق وإدارة صفقاتي. لقد أصبحت عادة أشك في أنني سأتوقف عنها أبدًا. كل أسبوع أشعر بالإثارة من خلال التفكير في أنه قد يكون هناك “سهم دارڤاس” آخر يستعد لإطلاق نفسه على منصة الإطلاق. وهذا يملئوني بقدر من الإثارة الآن كما كان يحدث في الخمسينيات. شكرًا لك.

Scroll to Top