يلعب سمسار الفوريكس دور صانع السوق Market Maker. وهو الشخص الذي يضْمَن سُرعة تنفيذ الصفقات مهما بلغ حجمها. فمثلًا، عندما يضع أحد المُضاربين أمر للشراء بسعر معين على منصة التداول فمن المفروض أن ينتظر قدوم شخص لديه الرغبة في البيع بنفس السعر. وفي كثير من الأحيان قد يستغرق إتمام الصفقة الكثير من الوقت بسبب عدم ظهور هذا البائع. وهنا، يأتي دور صانع السوق الذي يمتلك كمية ضخمة من الأوراق المالية سواء للبيع أو للشراء. لذلك، فهو يشتري من كل بائع، ويبيع لكل مشتري، حتى يحقق السرعة والكفاءة في تنفيذ الأوامر داخل سوق الوسطاء.
ولكي يربَح صانع السوق، فيجب أن يكون هناك فرْق ما بين السعر الذي يبيع به وذلك الذي يشتري به. يُعرَف السعر الذي يبيع به صانع السوق باسم “سعر العرض” Bid Price ويُعرَف السعر الذي يشتري به صانع السوق باسم “سعر الطلب” Ask Price.
الفَرْق بين سعر الطلب وسعر العرض يُعرَف بالإنجليزية تحت أسم Spread، أي “الامتداد” ما بين السعرين.
في معظم شركات الفوريكس، يكون هذا الامتداد مُتَغيِّر على حسب النشاط السعريّ في السوق. فعندما يكون السوق نشط، مثلًا، خلال الفترة الأوروبية أو الأمريكية، فإن هذا الامتداد، أو الفَرْق بين سعري العرض والطلب، يكون أضْيَق ما يمكن. وفي بعض الأحيان قد يصل هذا الفَرْق إلى الصفر. وعلى العكس، ففي وقت خمول السوق تتسع قيمة الامتداد بصورة كبيرة.
فغالبًا ما يميل سوق الفوريكس للحركة البطيئة خلال الفترة الآسيوية. وذلك بسبب ضعف السيولة في السوق الآسيوي. لذلك فإن الامتداد ما بين سعريّ العرض والطلب يتسع بصورة كبيرة خلال هذه الفترة.
كذلك فإن الاِمتداد يتسع خلال الساعات الأخيرة من يوم الجمعة وقبل عطلة نهاية الأسبوع، بسبب ضعف السيولة اِستعدادًا لإجازة نهاية الأسبوع.
إتمام الصفقات وإعادة التسعير.
إذا فشل صانع السوق في توفير الكمية المطلوبة للشراء أو المعروضة للبيع، فإن أمر الشراء أو البيع يتم إعادة تَسعيره من قِبَل صانع السوق بأقرب سعر متوفر. فإذا وافق المُضارب على السعر الجديد يتم تنفيذ الصفقة.
فمثلا، لو حاول John عقد صفقة لشراء كمية من اليورو مقابل الدولار عند سعر واحد دولار وثلاثون سِنت. ولكن صانع السوق لم يستطع تلبية طلبه، بسبب عدم توفر الكمية المطلوبة بهذا السعر. فإن السمسار يعيد تسعير الصفقة بأقرب سعر موجود. مثلًا، عند واحد دولار وإثنين وثلاثون سِنت. ثم يقترح هذا التغيير على John. فإذا وافق John، فإن صانع السوق يتمم الصفقة بالسعر الجديد.
ترتبط عمليات إعادة التسعير بضعف السيولة في السوق. فمن المتوقع خلال الفترات التي يكون فيها السوق خامل أن تكثُر عمليات إعادة التسعير. وذلك على عكس الفترات التي يكون فيها السوق نشط.
ما هو الاِنزلاق؟
يُعرَف الفَرْق ما بين السعر الذي حاول المُضَارب عقد الصفقة به والسعر الذي تمت الموافقة عليه من قِبَل صانع السوق بِاسْم “الانزلاق“، باللغة الإنجليزية Slippage. فإذا تم تنفيذ الصفقة من قِبَل صانع السوق بنفس السعر الذي أراده المُضَارب، فإن الانزلاق يساوي صفر، وهو ما يحدث معظم الوقت. ولكن إذا طلب صانع السوق إعادة تسعير الصفقة ووافَق المُضارب على ذلك، فإن الاِنزلاق يكون أكبر من الصفر.
عمومًا يا صديقي، لا يجب أن تشغل بالك كثيرًا بموضوع الاِنزلاق. فمن خلال تجربتي الشخصية في إتمام آلاف الصفقات في بورصة الفوريكس، فإن تأثير الاِنزلاق في الأسعار يُعتبر طفيف جدًا وغير مؤثر على النتائج النهائية لحساب التداول. إن ما يجب أن تهتم به وتعطيه كامل تركيزك هو، اِتقانك لإستراتيجية تَدَاول ناجحة. وهو ما سوف تحصل عليه مع إتمامك لهذه الدورة التدريبية.
ختامًا لموضوع صانع السوق.
إن وجود نظام صانع السوق في بورصة الفوريكس يُعتبَر عُنصر أساسي يُميِّز هذا السوق من حيث الكفاءة في تلبية طَلبات المستثمرين والمُضَاربين. لذلك فإن فهمك لهذا الموضوع مُهم في سوق الفوريكس. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.