يوجد نوعين من المخاطر التي يجب على المُضارِب في أسواق المال الاهتمام بها. وهما:
النوع الأول هو؛ المخاطر المتوقعة.
وهذا النوع ينتج عن الفشل المتوقَع للخطة التي يستخدمها المُضارب في التعامل مع حركة الأسعار في السوق. هذا النوع من المخاطر يمكن للمُضارب التحكم فيه. فيرفع بذلك من فرصته النهائية في النجاح. لذلك يُعرَف هذا النوع أيضًا من المخاطر باسم “المخاطر المحسوبة“.
فمثلًا، لو دخل Peter صفقة شراء، فإنه يعلم من البداية أنه من المرجح أن تتحرك الأسعار عكس توقعاته. لذلك فهو يحدد من البداية مستوى لوقف الخسائر حتى يتحكم في الصفقة إذا لم تسير في الاتجاه المحدد لها.
النوع الثاني هو؛ المخاطر غير المتوقعة.
ويمكن أن نطلق عليه أيضًا، “المخاطر غير المحسوبة“. وهذا النوع من المخاطر ينتج عن أحداث لا يتحكم بها المُضارِب. مثل الأحداث السياسية والاقتصادية العامة، أو الكوارث الطبيعية وغيرها من المخاطر التي تظهر بدون توقع.
وهنا يجب أن نشير إلى أن العشوائية والفوضى تلعب دور كبير في تكوين ونتائج هذا النوع من المخاطر. وبالتالي فإن احتمال تأثيرها التراكمي الناتج عن تكرار حدوثِها لا يزيد عن خمسين بالمئة. فالمُضارب الناجح إذا استمر في التداول وواظب على استخدام خِطَتَهُ الناجحة في التداول يمكنه التغلب على المخاطر الناتجة عن الأحداث التي لا ذنب له فيها.
مثلًا، لو دخل Peter صفقة شراء في سوق الأسهم ثم حدثت أزمة سياسية كان لها تأثير سلبي على السوق مما أدى لانخفاض الأسعار في كل الأسهم داخل السوق. هنا فإن هذه الأزمة التي لم تكن في الحسبان سيكون لها تأثير سلبي على حساب Peter للتداول. ولكن إذا اِستمر Peter وواظب على إدارة مخاطره المالية فإن أرباحه في المستقبل ستغطي خسائر هذا الحدث العشوائي.
أنماط الربح والخسارة الأربعة
في المُضارَبة، يوجد أربع أنماط أو أشكال للربح أو الخسارة.
- أولًا؛ الأرباح الصغيرة. وهي تلك الأرباح التي تنتج عن صفقات قد لا يكون لها تأثير كبير على حساب التداول.
- ثانيًا؛ الخسائر الصغيرة. وهي تلك الخسائر الطفيفة التي لا تؤثر بصورة كبيرة على حساب التداول.
- ثالثًا؛ الأرباح الكبيرة. وهي تلك الصفقات التي يكون تأثيرها الإيجابي كبير على حساب التداول. وهي تمثل علامة فارقة في رحلة المُضارِب.
- رابعًا وأخيرًا؛ الخسائر الكبيرة. وهي تلك الصفقات التي تؤدي لخسائر فادحة في حساب التداول.
يسعى المُضارب الناجح إلى التخلص من الصفقات ذات الخسائر الكبيرة. وفي نفس الوقت فهو يسعى لزيادة حجم وعدد الصفقات ذات الأرباح الكبيرة. ولكي يصل إلى تحقيق هذا الهدف، فإن عليه أن يطبِّق خطة تداول تعتمد على إدارة مُحكمةٍ للمخاطر المالية. فمن خلال المواظبة على ذلك فإنه يستطيع التغلب على مخاطر السوق بنوعيها لفترة تكفي لأن يحقق منها أهدافه المالية.
ختاما
بهذا يا صديقي تكون تعرفت على الأنواع المختلفة من المخاطر التي قد تواجهك في السوق. فأسواق المال تعتبر بيئة خصبة للمخاطر المالية. ووعيك بذلك في مرحلة مبكرة من رحلتك قد يحميك من خطر الخسائر المتكررة.
أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.