25. ما هي علاقة المخاطر بالعائد؟

من الجدير بالذِّكْرِ، أن العلاقة ما بين المخاطر والعوائد أو الأرباح هي علاقة طردية في المُجْمَل. فالدخول في صفقات ذات مخاطر مرتفعة يمكنه أن يحقق عوائد مرتفعة. وعلى العكس، فإن الدخول في صفقات ذاتِ معدلاتِ مخاطر ضعيفة في الغالب سيؤدي إلى عوائد متواضعة.

وهذه القاعدة لا تنطبق فقط على الأسواق المالية. ولكنها قاعدة عامة في الحياة. فمن يجازف ويتحدى الصعوبات لكي يصل لهدفه، فإنه يحصل غالبًا على ما يريد. ومن يختار الطريق الآمن من أجل الابتعاد عن المخاطر سيكون من الصعب عليه تحقيق الهدف. ولكن في نفس الوقت، فإن من يجازف كثيرًا ربما يفقد كل ما يملك لو سارت الأمور عكس ما رتَّب له. وبالعكس، فإن من يختار الطريق الآمن فإن نتائجه قد لا تكون مُلفتة للنظر، ولكن احتمال تحققها أكبر.

مثال نظري على علاقة العائد بالمخاطر

وفيما يلي سوف نحاول توضيح العلاقة الطردية ما بين المخاطر والعائد من خلال نموذج بسيط.

فلنفترض أن هناك مُضارِب اسمه Peter دخل في عشر صفقات متتالية. أول خمس صفقات كانت كلها رابحة. والصفقات الخمس التالية كانت كلها خسارة.

في الصفقات الخمس الأولى كان Peter يربح من الصفقة الواحدة مئة بالمئة من رأس مال الصفقة. وفي الخمس صفقات التالية كان يخسر من كل صفقة خمسين بالمئة من رأس مال الصفقة.

بحساب العائد التراكمي للعشر صفقات سنجد أن Peter لم يَربَحَ شيء في النهاية.

صحيح أن Peter قد حقق اثنان وثلاثون ألف دولار عند وصوله للصفقة الرابحة رقم خمسة وهو رقم ضخم جدًا عند مقارنته برأس ماله الأوليّ، وهو ألف دولارٍ فقط. ولكن كل هذه المكاسب قد تلاشت مع صفقاته الخمس التالية. حيث كان يخسر في كل صفقة خمسين بالمئة من رأس المال المتبقي من الصفقة السابقة لها. حتى انتهى إلى خسارة كل أرباحه التي حققها من قبل.

ولنفترض الآن أن هناك مُضارِب آخر اسمه John. وهو صديقُ Peter. وقد كانا يتداولان معًا. حيث كان John ينْسِخُ نفسِ الصفقاتِ التي يقوم بها Peter. ولكن John شخص متحفِّظ لا يحب المخاطر الكبيرة. لهذا فقد حدد مستوى الربح عند عشرة بالمئة فقط من رأس مال الصفقة. وحدد الخسارة عند خمسة بالمئة من رأس مال الصفقة.

هنا سنجد أن الخمس صفقات الأولى التي قام بها John لم تحقق أرباحا ضخمة كما حدث مع Peter فأقصى ربح وصل له John هو ألف وستمائة وعشرة دولارٍ فقط وهو لا يقارن بما حققه Peter في صفقاته الخمس الأولى.

ولكن عندما حدثت سلسلة الصفقات الخاسرة، فإن حساب John للتداول قد انتهى بربح مِقدارهُ مئتان وستة وأربعين دولارًا، أي أنه قد حقق تقريبًا، خمسة وعشرين بالمئة على استثماره الأوليّ المكون من ألف دولار فقط. بينما انتهى حساب Peter إلى لا شيء.

إن هذا المثال يوضح لنا بصورة نموذجية العلاقة الواضحة ما بين العائد والمخاطر والاستمرارية داخل السوق. فلو كان Peter قد خرج في أي مرحلة قبل أن يفقد كل أرباحه، لكان هو الفائز. ولكنه فضَّلَ الاستمرارية مع التعرض لحجم كبير من المخاطر، مما انتهى به لخسارة كل أرباحه.

وعلى العكس، فرغم أن العوائد أو المكاسب التي حققها John كانت ضئيلة جدًا مقارنة بما حققه Peter. لكنه استطاع الحفاظ على جزء منها عندما دخل في مجموعة الصفقات الخاسرة. وذلك لأنه تعرض لحجم أقل من المخاطر مما سمح له بالاستمرار.

ختاما

إن معرفتك يا صديقي بالعلاقة الطردية ما بين العائد والمخاطر يعتبر أمرًا هامًا في سوق الفوريكس. لأن سوق الفوريكس يَعتمدُ في الأساس على وجود الروافع المالية. وبالتالي، فإن استخدامك للروافع المالية بقوة وبمخاطرةٍ عالية قد ينتهي بك لخسارة كل رأسِمالك. والعكس هو الصحيح. فإن استخدامك للروافع المالية بنوع من التروي والحذر سيساعد كثيرًا على نجاحك.

بهذا نكون قد أنهينا حديثنا عن العائد والمخاطر بصورة مؤقتة. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.

العودة إلى الفهرس

Scroll to Top