27. أساسيات التحليل الفني لحركة الأسعار

مَرحَبًا بك يا صديقي في هذا القسم من الدورة التدريبية، والذي سنتناول فيه الأساسيات الفنية لدراسة حركة الأسعار.

ما هي أهمية التحليل الفني بالنسبة إلى المُضارِب؟

يتكون علمُ وفنُّ المُضارَبة في أسواق المال من أربعة أركان رئيسية، وهي.

  • الركن الأول؛ كفاءة السوق.
  • الركن الثاني؛ إدارة المخاطر المالية.
  • الركن الثالث؛ سَيْكولوجية المُضارِب.
  • الركن الرابع؛ تحليل البيانات.

حيث يُعتَبر التحليل الفني لأسواق المال أحد أهم أدوات الركن الرابع. فهو يُستَخدَمَ في تحليل البيانات التي سيعتمد عليها المُضارِب في اتخاذ قراراته في التداول، سواء بالدخول أو الخروج أو الانتظار.

ونحن نعتمدُ في هذه الدورة التدريبية بصورة كلية على التحليل الفني في تحليل البيانات واتخاذِ القرار. وذلك لأن حركة الأسعار تَخصِم كل الأحداث التي تحدث داخل السوق. سواء كانت هذه الأحداث ظاهرة ومُعلَنَه، أو خفيَّة عن الأنظار.

كذلك فإن حركة الأسعار على الرسم البياني تعكس القيمةُ الحقيقيةُ للورقة المالية، مُضَافًا لها أو مخصومٍ منها مشاعر الخوف والطمع داخل السوق.

إن ما سبق يمكن تلخيصهُ في العبارة التي قالها Charles Dow، المُلَقّب بالأب الروحي للتحليل الفني. والتي يقول فيها.

“تَخصِم الأسعار كل شيء، ما عدى إرادة الله”

وكمثال على ذلك، لنفترض أن هناك صديقان أحدهم اسمه Peter والأخر اسمه John. حيث قام Peter بشراء كمية من أسهم شركة ABC بسعر مئة وعشرون دولارٍ للسهم الواحد.

سأل John صديقه Peter عن السبب الذي دفعهُ إلى الشراء على الرغم من أنه يَعرِف أن القيمة العادلة للسهم هي مئة دولارٍ فقط للسهم الواحد.

رد Peter قائلًا، أنه يعلم ذلك، ولكنه يشعر بالتفاؤل، لأن الشركة حققت أرباح قياسية بالإضافة إلى أن الأوضاع العامة للصناعة جيدة.

إذًا يمكننا القول إن Peter قد دفع القيمة العادلة للسهم، وهي مئة دولار، مضاف لها قيمة تقديره المتفائل، وهي عشرون دولارًا للسهم.

في وقت آخر، قدم Peter طلب لشراء كمية من أسهم شركة XYZ على سعر ثمانين دولارًا للسهم الواحد.

مرة أخرى سأل John صديقه Peter عن السبب الذي دفعهُ إلى وضع طلب شراء عند هذا السعر المتدني، على الرغم من أنه يعرف أن القيمة العادلة للسهم هي مئة دولارٍ فقط للسهم الواحد.

فكان رد Peter هو إنه يعلم أن القيمة العادلة للسهم هي مئة دولارٍ، ولكنه يشعُر بالتشاؤمِ حول الأوضاع العامة للصناعة وحول أرباح الشركة.

وهنا يمكننا القول بأن Peter عندما حدد السعر الذي سيشتري به أسهم شركة XYZ كان قد خصم قيمة تشاؤمه من القيمة العادلة للسهم.

وخُلاصةُ ما سبق

هي أن تحديد الأسعار وتحركاتها في الأسواق المالية لا يعكس فقط المتغيرات المنطقية، مثل ميزانيات الشركات وأرباحها، ولكنه يعكس أيضًا المتغيرات العاطفية، مثل المشاعر الأساسية من خوف وطمع، والتي تنبع من التوقعات المستقبلية سواء كانت متفائلة أو متشائمة.

والسبب في هذا هو أن من يقوم بتحديد الأسعار وحركتها هم بَشَرٌ تختلط فيهم العاطفة مع الفكر في مزيج واحد يعمل معًا بطريقة لا يمكن فيها الفصل بين الإثنين.

والإرادة الوحيدة التي يمكن لها تغيير مسيرة حركة الأسعار والتأثير على هذا المزيج المبني من التفكير العقلاني والعواطف هي، إرادة الله عز وجل. إن هذا يعود بنا إلى العبارة التي قالها Charles Dow، المُلَقّب بالأب الروحي للتحليل الفني. والتي يقول فيها

“تَخصِم الأسعار كل شيء ما عدى إرادة الله”

بهذا يا صديقي نكون قد تعرفنا على أهمية استخدام التحليل الفني لحركة الأسعار. وهيا بنا الآن لكي نتعرف بصورة أكثر تفصيلا على أهم الأساسيات التي يتكون منها التحليل الفني.

العودة إلى الفهرس

Scroll to Top