29. من أين تأتي الأسعار؟

تَنبُع الأسعار مباشرة من التقاء مُنحنى العرض مع مُنحنى الطلب.

ولكن، ما هو منحنى العرض؟

مُنحنى العرض هو عبارة عن رسم بياني له بُعدَيْن. البُعدَ الرأسي يمثلُ الأسعار. والبُعد الأفقي يمثل الكميات. حيث تفترض النظريات الاقتصادية الكلاسيكية أن العِلاقة ما بين أسعار السلع والكميات المعروضة منها هي عِلاقة طردية. فكلما اِرتفعت الأسعار فإن من يعرضون السلع يرغبون في بيع المزيد منها. وكلما انخفضت السلع كلما قَلَّ الاهتمام بها من قِبَلِ البائعين، وقَلَّ ما يعرضونه منها.

وما هو منحنى الطلب؟

يُمثل الطلب الجانب الآخر من المعادلة. فهو عبارة عن رسم بياني له بُعدَيْن. البُعد الرأسي يُمثل الأسعار. والبُعد الأفقي يُمثل الكميات. حيث تفترض النظريات الاقتصادية الكلاسيكية أن العِلاقة ما بين أسعار السلع والكميات المطلوبة منها هي عِلاقة عكسية. فكلما اِنخفضت الأسعار فإن من يطلبون السلع يرغبون في شراء المزيد منها. وكلما ارتفعت أسعار السلع كلما قَلَّ الطلب عليها.

وما هي الأسعار؟

ومن خلال التقاء مُنحنى العرضِ مع مُنحنى الطلب فإن الصفقات تَتِم، فنحصل على الأسعار والكميات التي تم بها تنفيذ الصفقات.

ونظرًا لأن العِلاقةِ ما بين العرض والطلب ليست مُستقرة بسبب التنافسية الشديدة داخل الأسواق ما بين البائعين والمشترين، فإن الأسعار والكميات تتغير عبر الزمن بصورة مُستمرة. ففي بعض الأحيان ترتفع الأسعار وفي أحيان أخرى تنخفض. ومن خِلالِ التغير المُستمر في الأسعار عبر الزمن يتكون لدينا مُنحَنى حركة الأسعار.

ما هو شريط حركة الأسعار؟

يُعرَفُ مُنحَنى حركة الأسعار عبر الزمن باسم “شريط الأسعار”، أو باللغة الإنجليزية Price Tape. وهو عِبارة عن رَسمٌ بياني له بُعدَيْنِ. البعد الرأسي يمثل الأسعار. والبعد الأفقي يمثل الزمن. كذلك يتم إضافة حجم التداول أسفل شريط الأسعار.

حجم التداول والدورة التدريبية

وهنا أحب أن أشير إلى أن سوق العُمْلات هو سوقٌ لا مركزي. وأن حجم التداول الموجود يُمثِّل عدد العقود التي يَتِمُّ التداول عليها من قِبَل شركة الوساطة التي يتعامل معها المُضارِب. وهو ليس حجم التداول في السوق كَكُل. لذلك فإننا لا نستخدم حجم التداول في هذه الدورة التدريبية.

ما هي الأُطُر الزمنية؟

وَجَد المحللون الفنيون أن استخدام شريط الأسعار على حالَهُ لن يكون مُجدي، لأن حجم الشريط قد يكون طويلٌ جدًا، مما يجعل عملية قراءته أمرٌ صعب. لهذا ابتكروا أسلوب الأُطُر الزمنية. حيث يتم تقسيم بُعد الزمنِ إلى عدةِ أقسام متساوية.

ومن أشهَرِ الأُطُر الزمنية. إطار الساعة – إطار اليوم – إطار الأسبوع – إطار الشهر.

فإذا كُنتَ مَثَلًا تنظُر إلى الإطَار اليومي، فأنت تَنظُر إلى سِعر الإغلاق اليومي وحجم التداول اليومي. ولو كُنتَ تنظُر إلى الإطار الشهري، فأنت تنظُر إلى سِعر الإغلاق الشهري وحجم التداول في نهاية الشهر.

الأطر الزمنية والدورة التدريبية

وأُحب هُنا أن أُشير إلى أننا لا نهتم كثيرًا في هذه الدورة التدريبية بالمُقارَنةِ ما بين شكل حركة الأسعار على الأُطُر الزمنية الُمختلفة. فنحن نضِع تركيزنا على إطار زمني واحد فقط. وهذه نقطة هامة، لأن الكثير من المُضارِبين يَرتَبِكون عند النظر للأُطُر الزمنية الُمختلفة. فقد تجد مثلًا أن الإطار الزمني اليومي صاعد، ولكن إطار الساعة هابط. ونظرًا لأن هذه الدورة التدريبية تبحث عن الأساليب السهلة والواضحة التي لا تحمِلُ التعقيد في مضمونها، فإننا لا نُضارِب سوى على إطار زمني واحد فقط.

ما هي الأنواع المختلفة للرسومات البيانية في التحليل الفني؟

ابتكر المحللون الفنيون العشرات من الطرق للرسوم البيانية. وفيما يلي سوف نقوم بشرح ثلاثة من أَشهَرِ هذه الطرق وابسطها في التعامل.

أولًا؛ طريقة خط الإغلاق

ويُعرَف أيضًا بالرسم البياني الخطي، أو باللغة الإنجليزية Line Chart.حيث يتم اِستِخدَام سعر الإغلاق، الخاص بكل فترة زمنية، في خط مُمتَد عبر الزمن.

فمثلًا، الرسم البياني الخطي على إطار زمني يومي هو عبارة عن خط مكون من أسعار الإغلاق اليومية.

ثانيًا؛ طريقة رسم الأعمدة

وتُعرَف باللغة الإنجليزية تحت مُسمَّى، Bar Charts. حيث يتم رسم أعمدة على المُخطَطِ البياني، كُلِ عمود يمثل أربع نقاط سعرية مهمة حدثت خِلال الإطار الزمني.

هذه النقاط السعرية الأربعة هي: أعلى سعر – وأدنى سعر – سعر الفتح – وسعر الإغلاق.

مثلًا، عند النظر إلى رسم الأعمدة البياني على إطار زمني يومي سنرى أعمدة سِعرية كُلًّا منها يتكون من أربعة أسعار وهي. سِعر الفتح وسِعر الإغلاق اليومي، وأعلى نقطة وأقل نقطة سِعرية حدثت خلال اليوم.

ثالثًا؛ طريقة الشموع اليابانية

وتُعرَفُ باللغة الإنجليزية تحت مُسمَّى، Japanese Candlestick Charts. وكما هو واضح من الاِسم، فإن من اِبتَكرَ هذهِ الطريقة هم اليابانيون. وقد اعتمد عليها المحللون الفنيون في كثير من الأحيان لأنها تعطي الرسم البياني مظهر أكثر تفصيلا من الطريقتين السابقتين.

تتكون الشمعة اليابانية من جِسم وَظِلَّيْنِ.

يُعرَفُ جسم الشمعة باللغة الإنجليزية تحت مُسمَّى، Candle Body.

جسم الشمعة هو المسافة ما بين سعر الفتح وسعر الإغلاق. ولو كان سعر الفتح أقل من سعر الإغلاق فإن الشمعة تكون صاعدة ويتم تلوينها بلون يدل على الصعود مثل الأبيض أو الأخضر أو الأزرق. كذلك فلو كان سعر الإغلاق أقل من سعر الفتح فإن الشمعة تكون هابطة ويتم تلوينها بلون يدل على الهبوط مثل الأسود أو الأحمر.

أما المسافة ما بين جسم الشمعة وأعلى سعر فهي خط رفيع يُطْلَقُ عليه “الظِل العلويّ“. أو بالإنجليزية Upper Shadow. وبالعكس، فالمسافة ما بين جسم الشمعة وأدنى سعر هي خط رفيع يُطْلَقُ عليه “الظِل السفليّ“. أو بالإنجليزية Lower Shadow.

ولكن، أي الطرق الثلاثة للرسم البياني أفضل لهذه الدورة التدريبية؟

في هذه الدورة التدريبية سوف نرسم معظم الرسوم البيانية بواسطة طريقة الشموع اليابانية. والسبب، ببساطة شديدة، هو أن هذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا. كذلك فنحن لا نرى أن الفروق الدقيقة ما بين الطرق الثلاثة لها أهمية في منهج التداول الذي نحن بصدده. فنحن لا نركِّز على الفروق والتفاصيل البسيطة بين الرسومات البيانية المختلفة. ولكننا نهتم بالاتجاه الرئيسي للحركة السعرية كَكُل. لأن أسلوب التداول الذي نعتمد عليه مبني على الانتباه إلى الاتجاه الذي تسير فيه الحركة السعرية وقوة الحركة في هذا الاتجاه. لذلك فإن طريقة الشموع اليابانية ستؤدي الغرض في توضيح الأمر.

ختاما

بهذا نكون قد تعرفنا على العناصر الأساسية للتحليل الفني والطرق المختلفة لرسم منحنى الأسعار. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.

العودة إلى الفهرس

Scroll to Top