32. أنماط بيرما السعرية الستة

الاتجاهات السعرية الثلاثة.

كما وضَّحْتَ في فيديو سابق، فإن الرسم البياني هو عبارة عن مخطط له بُعْدَيْن، البعد الرأسي هو الأسعار، والبعد الأفقي هو الزمن. حيث تتحرك الأسعار على هذا الرسم البياني من اليسار إلى اليمين في ثلاث اتجاهات وهي.

  • الاِتجاه الأول هو، الاتجاه الصاعد.
  • الاِتجاه الثاني هو، الاتجاه العَرَضِيُّ.
  • الاِتجاه الثالث هو، الاتجاه الهابط.

أنماط الحركة السعرية.

كذلك فإن الحركة السعرية تحدث بطريقتين مختلفتين. وهما.

  • الأولى هي، الحركة شِبهِ المستقيمة أو الخطية. مما يدل على ثبات العِلاقَة ما بين العرضِ والطلب، وقوة العزم وراء الحركة السعرية.
  • أما الثانية فهي، الحركة المتذبذبة أو المُتَعرِّجة. حيث تأخذ الحركة السعرية شكل مُتَعَرِّج، مما يدلُّ على عدم وضوح العلاقة بين العرض والطلب، وضعف العزم وراء الحركة السعرية.

أنماط بيرما الستة.

وعند دمجِ الأنماط السعرية مع الاتجاهات الثلاثة، فإننا نرى سِتة أشكال من الحركةِ السعرية على الرسومات البيانية، وهي كما يلي:

  • أولا، الحركة الصاعدة الخطية.
  • ثانيا، الحركة الصاعدة المتعرجة.
  • ثالثا، الحركة العَرَضِيَّة الخطية.
  • رابعا، الحركة العَرَضِيَّة المتعرجة.
  • خامسا، الحركة الهابطة الخطية.
  • سادسا، الحركة الهابطة المتعرجة.

وفيما يلي، شَرْح مختصر للأنماط الستة.

أولا، الحركة الصاعدة الخطية.

حيث نرى الشموع السعرية أو خط الأسعار يتحرك في اتجاه صاعد لأعلى يشبه الخط المستقيم بدرجة كبيرة، وبأقل قدر ممكن من الذبذبات الحركية.

إن هذا دليل على قوة الصعود الذي يتخذ شكل شبه مستقيم إلى الأعلى بسبب سيطرة الطلب على العرض معظم الوقت.

ثانيا، الحركة الصاعدة المتعرجة.

حيث تتحرك الأسعار إلى الأعلى، ولكن بصورة متعرجة وغير مُنتَظِمَة. فَتَحْدُثُ موجة ارتفاع، يليها موجة هبوط، يليها ارتفاع وهكذا. بحيث تكون موجات الارتفاع أكثر طولا من موجات الهبوط، وتستغرق قدرًا أكبرَ من الزمن حتى تتكون.

هذا النمط يدل على الصراع ما بين قوى العرض والطلب في السوق. فكُلُّ موجةِ صعود تسيطر عليها قوى الطلب، وبالعكس، فإن كُلَّ موجة هبوط تسيطر عليها قوى العرض. ومع تبادل الأدوار ما بين العرض والطلب، فإن الانتصار النهائي يكون في صالح الطلب، فيتكون لدينا اتجاه صاعد متعرج إلى الأعلى.

ثالثا، الحركة العَرَضِيَّة الخطية.

حيث تتحرك الأسعار للأمام بصورة شبه أفقية. وكأن المعركة ما بين العرض والطلب في مرحلة استراحة أو هدنة.

وهذا النمط يَظهَرُ خِلال فَتَرَاتِ هدوء الأسواق ترقبًا لصدور أنباءٍ مُهِمَّةٍ. أو مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع في سوق العُمْلات. أو مع اقتراب موْعِد عُطلةٍ كبيرة، مثل عُطلة رأس السنة.

رابعا، الحركة العَرَضِيَّة المتعرجة.

وهنا نرى صراع بين قوى العرض والطلب، حيث تتحرك الأسعار في صورة موجات صعودا وهبوطا، ولكن نظرا إلى العزم الخاص بقوى العرض والطلب، فإن المحصلة تكون حركة سعرية عَرَضيَّةٌ متعرجة او مُتَذَبذِبَة.

إن هذا النمط شائع الحُدوث؛ ومن خلالهِ تتكوْن الكثير من الأنماط في التحليل الفني الكلاسيكي، مثل، الدعوم والمقاومات، والقنوات السعرية، وغيرها من الأنماط الكلاسيكية المشهورة.

خامسا، الحركة الهابطة الخطية.

حيثُ نرى الشموع السعرية أو خط الأسعار يتحرك في اتجاه هابط إلى الأسفل بصورة شبه مستقيمة بدرجة كبيرة وبأقل قدر ممكن من الذبذباتِ الحركية.

إن هذا دليلٌ على قوة الهبوط الذي يتخذ شكلًا شبه مستقيم إلى الأسفل بسبب سيطرةِ قوى العرض على الطلب أغلب الوقت.

سادسا، الحركة الهابطة المتعرجة.

حيث تتحرك الأسعار إلى الأسفل بصورة متعرجة أو مُتذبذِبَة. حيثُ تحْدُثُ موجة هبوط لخط الأسعار، يليها موجة صعود، يليها هبوط وهكذا. حيثُ تكون موجات الهبوط أكثر طولا من موجات الصعود، وتستغرق قدرًا أكبر من الزمن حتى تتكون.

يدل هذا النمط على الصراع ما بين قوى العرض والطلب، حتى تسيطر قوى العرض في النهاية فيتكون لدينا اتجاه هابط متعرج لأسفل.

أي الأنماط الستة أفضل للتداول؟

تعتمدُ خِطة التداول في هذه الدورة التدريبية على تحديد اتجاه الحركة السعرية. فإذا كُنَّا نريد المُضارَبة على الارتفاع، فإننا نبحث عن أقوى الأوراق المالية صعودًا. وإذا كُنَّا نريد المُضارَبة على الهبوط، فإننا نبحث عن أكثر الأوراق المالية هبوطًا.

فنحن نؤمن بالعِبَارةِ المشهورةِ التي قالها رائد أسواق المال، Marty Zweig.

The trend is your friend
أو باللغة العربية، “الاتجاه صديقك

إنها مسألةٌ بسيطة، فالمُضارَبة بواسطةِ أنماط بيرما سهلة للغاية، ولا يوجد بها أي نوع من التعقيد. فإذا كُنتَ تنوي الدخول شراءً، فإنَّ كُلَّ ما عليك هو أن تَبحث عن رسم بياني لورقة مالية يتحركُ بصورةٍ شبهِ مستقيمة من أسفل يسار الرسم البياني إلى أعلى يمينه.

وإن كُنتَ تنوي الدخول بيعًا، فإنَّ كُلَّ ما عليك فِعلَهُ هو البحث عن رسم بياني يهبِط بوضوح، وبصورة شبه مستقيمة، من أعلى اليسار إلى أسفل اليمين.

عندما تُضارِب على الصعود يجب أن تبحث عن ذلك الرسم البياني الذي يبدو وكأنه سيخترق شاشة حاسوبك لأعلى ليتخطى سطح غرفتك.

وعندما تُضارِب على الهبوط يجب عليك أن تبحث عن ذلك الرسم البياني الذي يتحرك لأسفل وكأنه سيخترق شاشة حاسوبك لأسفل، وكأنه سيَتَمدَّد على أرضية غرفتك.

ختاما

هذه هي المسألة ببساطة، نحن في بيرما نشتري الأوراق المالية القوية، ونبيع الأوراق المالية الضعيفة؛ ثم نعتمدُ على أدواتنا الخاصة في المضاربة الآلية – والتي سنشرحها في الأجزاء التالية من هذهِ الدورة التدريبية.

بهذا نكون قد تعرفنا على أنماط بيرما الستة وكيف نستخدمها في المضاربة. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.

العودة إلى الفهرس

Scroll to Top