يتكون علمُ وفنُ التداول والمُضاربة في أسواق المال يا صديقي من أربع أركان لا خامس لهم.
هذه الأركان الأربعة هي: تحليل البيانات – كفاءة السوق – إدارة المخاطر المالية – التحليل النفسي.
وفيما يلي سنتحدث بإيجاز عن كلٍ منهم.
الركن الأول هو، تحليل البيانات. وهي المادة المعلوماتية التي يستخدمها المُضارِب من أجل اتخاذ قراره سواء كان بالبيع أو الشراء أو الاحتفاظ. وهذه البيانات قد تكون، بيانات عن حركة الأسعار، أو البيانات الأساسية والمالية للمؤسسات والشركات، أو قد تكون الأخبار الاقتصادية المُعلنة أو حتى الأخبار السياسية والاجتماعية.
والركن الثاني هو، كفاءة السوق. من المهم أن نفهم أن الأسواق المالية الحديثة تم تصميمُهَا لتكون حرة في التحرك من تلقاء نفسها، وهي ليست خاضعة لسيطرة أي شخص.
يعتقدُ الكثير من الناس يا صديقي أن الأسواق المالية يتحكم فيها شخص أو مجموعة من الأشخاص. لكن هذا افتراض خاطئ بنسبة كبيرة. لأن معظم أسواق المال قد تم تصميمها لتحقيق المساواة بين جميع المشاركين فيها، ومنْحَهُم فرصٌ متساوية للمنافسة.
أما الركن الثالث فهو، إدارة المخاطر المالية. وهو ركن هام للسيطرة على قدرتك التنافسية. فمهما كانت قدراتك في توقع حركة الأسعار، ومهما كُنتَ محظوظًا، فإنه لا بديل عن فهمك لإدارة المخاطر المالية حتى تُحقِّقَ النجاح في أسواق المال على المدى البعيد.
الركن الرابع والأخير هو، التحليل النفسي. وهنا يتم دراسة الجوانب النفسية التي تؤثر على المُضارِب الفرد، مثل مشاعر الخوف والطمع. كذلك يتم دراسة الجوانب النفسية التي تؤثر على حشود البشر، مثل النزعَة إلى التحرك في اتجاه واحد، وعدم الاعتراف بالأخطاء.
ختاما
هذه هي الأركان الأربعة للمُضاربة في أسواق المال يا صديقي. وفي هذه الدورة التدريبية فأنا لا أقوم بشرح هذه الأركان بصورة منفصلة عن بعضهم البعض. ولكنني أَدْمِجَهم معًا بحيث يتم الحديث عن كل عنصر في سياقه. وذلك حتى تكون المعلومات متناسقة بصورة عملية أكثر حتى يمكنك استيعابها بسهولة.
بهذا نكون قد تعرفنا على الأركان الأربعة للمُضارَبة في أسواق المال. ولننتقل الآن إلى الموضوع التالي.