وهو مؤشر يقيس النشاط السعري في صورة نسبة مئوية بدلًا من النقاط. ويُطْلَق عليهِ باللغة الإنجليزية، “Berma Deviation Percent”.
تتمثل الفكرة وراء مؤشر “انحراف بيرما النِسبي” في، إنشاء مؤشر نِسبي، يَعتمدُ في حساباتهِ على “الانحراف المعياري الكلاسيكي“، ويتدرج في الحركة ما بين الصفر والمئة.
شرح معادلة المؤشر.
هذا ويمكننا أن نشرحَ معادلة المؤشر من خلالِ مجموعة الخطوات التالية:
- أول خطوة هي، إيجاد أعلى قمة وأدنى قاع وصل لهم مؤشر الانحراف المعياري خلال فترة محددة في الماضي.
- الخطوة الثانية هي، إيجاد الفَرق ما بين قمةِ وقاع الانحراف المعياري خلال تلك الفترة الماضية. حيث سنُطْلِق على هذه المسافة اسم، “المدى”.
- الخطوة الثالثة هي، إيجاد الفَرْق ما بين القيمة الحالية للانحراف المعياري وأعلى قمةٍ وصل إليها خلال تلك الفترة. حيث سنُطْلِق على هذه المسافة اسم، “التغيُّر”.
- كُلّ ما تبقَّى القيام به هو، قِسمة رقم “التغيُّر” على رقم “المدى”، وسنصِل إلى النسبة المئوية للانحراف المعياري داخل نطاق الأيام الماضية.
التشابه مع مؤشر نسبة وليامز.
هل لاحظت يا صديقي أن معادلةَ “انحراف بيرما النِسبي” تشبه كثيرًا معادلةَ “نِسبة ويليامز“. وأن الفَرق بينهم يتمثل في أن الأولى تَعتمد على “الانحراف المعياري” بينما الثانية تَعتمد على “سعر الإغلاق”.
تفسير حركة مؤشر انحراف بيرما النِسبي.
يتحرك مؤشر “انحراف بيرما النِسبي” ما بين الصفر ونسبة المئة بالمئة.
فعندما تهبط قيمة المؤشر إلى عشرة بالمئة أو أقل، فإن هذا دليل على ارتفاع النشاط السعري، ووصول الانحراف المعياري لحركة الأسعار إلى الذروة مقارنةً بقيمتهِ خلال الفترة الماضية.
وبالعكس، فعندما ترتفع قيمة مؤشر انحراف بيرما النِسبي إلى تسعين بالمئةِ أو أعلى، فإن ذلك دليل على انخفاض النشاط السعري، ووصول مؤشر الانحراف المعياري إلى مستوياتٍ منخفضة مقارنةً بالفترة الماضية.
والخُلاصة هي أن ارتفاع قيمة مؤشر انحراف بيرما النِسبي هي دليلٌ على انخفاضِ النشاط السعري، وبالعكس فإن انخفاض قيمة مؤشر بيرما النِسبي دليل على ارتفاع النشاط السعري.
لماذا نحتاج لمؤشر نشاط سعري يعمل بالنسب المئوية؟
عندما قُمتُ بدراسة المؤشرات المختلفة المُستخدَمة في قياس النشاط السعري، وجَدتَ أن مُعظم هذه المؤشرات تقِيس النشاط السعري على هيئة نِقاط، لذلك فهي لا يمكن أن تُستخدَم في مقارنةِ النشاط السعري ما بين الأسواق المختلفة. لذلك فقد قُمتُ بتطوير هذا المؤشر ليعالج هذه المسألة.
في المثال التالي، يمكننا أن نرى من الرسم البياني، أن قيمة الانحراف المعياري الخاصة بالـ Dow Jones هي، أربعمائة دولار تقريبًا، بينما قيمة الانحراف المعياري لزوج الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي هو، واحد وعشرون سنت تقريبًا.
إن من يلقي نظرة على الأرقام السابقة سيقول، إن مؤشر الـ Dow Jones يُعتبر أكثر نشاطًا من زوج عملة الإسترليني مقابل الدولار. ولكن ماذا لو استبدلنا مؤشر الانحراف المعياري الذي يقيس النشاط السعري في صورة نقاط بمؤشر انحراف بيرما النِسبي الذي يقيس النشاط السعري كنسبة مئوية؟
سنجد أن الصورة قد انعكست تمامًا. فحَسَب قراءة مؤشر بيرما النِسبي، فإن زوج الإسترليني دولار يُعتبر أكثر نشاطًا من الـ Dow Jones.
والخُلاصة، هي أن وجود مؤشر يقيس النشاط السعري في صورة نِسَبٍ مئوية يُعتبر أمرٌ هام للمقارنةِ بين النشاط السعري للأسواقِ المختلفة.
استخدامات مؤشر انحراف بيرما النسبي.
وفي هذه الدورة التدريبية، نحن لا نعتمد على مؤشر انحراف بيرما النِسبي بصورةٍ مباشرة في التداول. ولكن مُعادلة هذا المؤشر تدخلُ بصورةٍ أساسية في تكوين مؤشر “أشرطة بيرما”. لذلك كان لابد أن نشرح هذه المعادلة بصورةٍ مستقِلَّة، وذلك قبل البدء في شرح مؤشر “أشرطة بيرما”.
ختاما
وبهذا يا صديقي نكون قد تعرفنا بصورة أساسية على مؤشر انحراف بيرما النِسبي. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.