43. ما هو، معدلُ تغيُّرِ بيرما؟

ويُعرف باللغة الإنجليزية باسم، Berma Rate of Change. وهو مؤشر لقياس “العزم الصافي لحركة الأسعار”. أو ما يُعرَفُ باللغة الإنجليزية باسم، Pure Momentum. أيْ تحديدِ مقدارِ قوةِ الحركة السعرية بصرفِ النظرِ عن كوْن الاتجاه صاعدٌ أم هابط.

مثال لفهم فكرة العزم الصافي

ولكي نفهم فكرة “العزم الصافي” فإن علينا أن نُلقِي نظرة على المثال التالي.

  • إذا افترضنا أن سعر ورقةٍ مالية قد أِرتَفَعَ من عشرة إلى خمس عشرة نقطة.
  • فوِفْقًا إلى المعادلةِ الكلاسيكية لقياس “معدل التغيُّر”، فإننا نطرح نقطة النهاية من نقطة البداية لنجد الفَرْقَ بينهم، ثم نَقسم هذا الفَرْقَ على نقطة البداية، وأخيرًا، نَضرِبُ الناتج في مئة، للحصول عليه في صورةِ نسبةٍ مئوية.
  • إذًا، ووفقًا للمعادلة السابقة، فإن معدلَ التغيُّر في السعر هو، خمسون بالمئة.
  • والآن، إذا افترضنا أن سعرَ هذه الورقة المالية قد هبط من، خمسةِ عشرٍ إلى عشرِ نقاط.
  • إذًا، ووفقًا لنفسِ القانون الرياضي، فإن معدلَ التغيُّرِ سيكون، ثلاثة وثلاثين بالمئة.

وهو ما يطرحُ سؤالًا منطقيًا، وهو، كيف أن قيمة معدلَ التغيُّر الصاعد كانت أكبر من معدل التغيُّر الهابط، رغم أن المسافةَ كانت واحدة؟

ففي هذا المثال، عِندمَا صعَدَت الأسعار بمقدارِ خمس نقاط، فإن معدلَ التغيُّر كان خمسين بالمئة، ولكن عِندمَا هبِطَت الأسعار بنَفسِ المقدارِ، فإن معدلَ التغيُّر كان ثلاثة وثلاثين بالمئة فقط.

إن هذا المثال يوضحُ لنا أحدِ أهم عيوبِ معدلِ التغيُّر، وهو الميلُ أو التحيُّزِ للقِيَم الإيجابية. وهو ما يجعل من اِسْتخدَامِ المؤشرات الفنية التي تعتمدُ على تلك المعادلةِ أمرٌا غير دقيقٍ في قياسِ العزم الخاص بالحركة السعرية.

لذلك، فقد قُمتُ بإجراء بسيط لتطوير هذه المعادلةِ، مما أدى في النهاية إلى ما يُعرَف باسم، “معدل تغيُّر بيرما“.

فبدلًا من القسمةِ على نقطةِ البداية، كما هو في المعادلةِ الأصلية، فقد قُمتُ بالقسمةِ على نقطةِ المُنتصَف ما بيْنَ البدايةِ والنهاية. وبالتالي، فقد أصبحَ مقام المعادلة مُتَّزِن ما بينَ الصعودِ والهبوط. وأصبح قِياس العزم صافِي أو خالصٍ من التحيُّز للقيم الإيجابية.

خطوات حساب معدل تغير بيرما

  1. فأولِ خطوةٍ في حساب معدلِ تغيُّر بيرما هي، تحديد نقطة المنتصف ما بين نهاية وبداية الحركة السعرية.
  2. والخطوةُ الثانية هي، قِسمة الفَرْق ما بينَ نقطةِ النهايةِ والبداية على نقطةِ المنتصف.
  3. أما الخطوةِ الثالثة والأخيرة فهي، الضَربُ في مئة، وذلك من أجلِ تحويل الناتج إلى نسبةٍ مئوية.

كذلكَ، يمكنُ حلُّ المعادلةِ السابقة كما في الصورةِ الموضَّحةِ في الفيديو.

مثال على البيتكوين

وفيما يلي يا صديقي، سنقومُ بتوضيح الفَرْقُ ما بين المعادلتين على الرسم البياني الخاص بعملةِ الـ Bitcoin المشفَّرة – شاهد الفيديو في الأعلى.

من خلالِ الرسم البياني نجدُ أنه عندما ارتفعَ الـ Bitcoin من خمسةٍ وثلاثين ألفًا إلى أربعةٍ وستين ألف دولارٍ، فإن مُعدلَ التغيُّر الكلاسيكي قد وصلَ إلى اثنينِ وثمانين فاصلَ ثمانية من عشرة بالمئة.

ولكن، عِندمَا هبطَ الـ Bitcoin نفس المسافة مرةً أخرى، فإن معدلَ التغيُّر الكلاسيكي قد هبطَ إلى خمسةٍ وأربعين فاصلَ ثلاثة من عشرة فقط.

وهو ما يطرحُ سؤالًا منطقيًا، وهو، كيفَ أنَّ قيمة معدلَ التغيُّر الصاعد كانت أكبر من معدل التغيُّر الهابط، رغم أنَّ المسافةَ كانت واحدة؟

والإجابة، كما ذكرنا من قبل، هي أن معادلة معدلَ التغيُّر الكلاسيكي لديها ميلٌ للتحيزِ في اتجاه القيم الموجبة.

ولو قمنا بحساب معدلَ تغيُّر بيرما لنفسِ المسافةِ سنجدُ أنَّ الـ Bitcoin قد صَعِدَ بنسبة ثمانية وخمسين فاصل ستة من عشرة بالمئة.

كذلك، سنجدُ أنَّ الـ Bitcoin قد هبطَ بنسبةِ سالب ثمانية وخمسين فاصل ستة من عشرة بالمئة.

أي أن مقدارَ نسبة الصعودِ يتساوى مع مقدارَ نسبة الهبوطِ بحيث أن مجموعهم يساوي الصفر، لأن معادلة “معدلَ تغيُّر بيرما” تُعتبرُ معادلةً متزنة، وتحققُ مبدأ، “العزمَ الصافي”، الذي تحدثنا عنهُ في بدايةِ هذا الدرس.

ختاما

وبهذا يا صديقي نكون قد تعرفنا بصورةٍ أساسية على، “معدلَ تغيُّر بيرما”، الذي يُعتبر أحدِ البدائل الفعالة لقياسِ عزم الحركة السعرية. أما الآن، فهيا بنا لكي ننتقل إلى الموضوع التالي من هذا القسم في الدورة التدريبية.

Scroll to Top