10. العائد والمخاطر

في المقال التالي حـ أشرح خطة تداول بسيطة ممكن تعمل عائد كويس في سوق الفوركس… بس قبل الشرح يهمني إن حضرتك تكون مستوعب لثلاث قوانين رئيسية في التداول عموما وهما:

  • معادلة النجاح
  • قانون الخسارة النسبي
  • قانون العائد التراكمي

الثلاث حاجات دول مهمين جدا لأي شخص بـ يتاجر تجارة حرة سواء استثمار مباشر في شركات ومصانع وخلافه أو استثمار غير مباشر في أسواق المال زي بورصات الأسهم، السلع والفوركس…

كمان أنا حـ أفترض من البداية إنك عارف فوركس وعندك خلفية واضحة عن سوق العملات وطريقة الشغل فيه… وأحب أفكر حضرتك إن الكتاب ده كله مبني على إن حضرتك كقارئ ملم بمفاهيم البورصة الرئيسية والتداول في أسواق المال…

نبدأ دلوقتي بأول حاجة وهي معادلة النجاح…

نجاح أي مضارب مرتبط بمجموعة من العوامل أو العناصر اللي بتشكل مع بعض معادلة واحدة هي معادلة النجاح… بعض العوامل بيكون ارتباطها بالنجاح ارتباط عكسي… وبعض العوامل بيكون ارتباطها بالنجاح طردي… بعض العوامل بيكون لنا سيطرة عليها والبعض الثاني بيكون خارج سيطرتنا وحدود قدراتنا كبشر…

العوامل اللي ممكن نسيطر عليها هي

  • التوازن النفسي
  • الإدارة المالية
  • خطة التداول

الثلاث عوامل دول المفروض يكونوا تحت سيطرة المضارب… ولو المضارب ضعيف في واحد من الثلاث عوامل دول يبقى العيب عيبه مش عيب السوق… ولو الخسارة نتجت عن واحد من العوامل الثلاثة دول يبقى هو المسؤول مش حد ثاني… وكل ما يعترف لنفسه بالحقيقة دي ويبدأ يواجه غلطه بسرعة ويصلحه كل ما حـ يوصل للطريق الصحيح ويحقق النجاح اللي هو عايزه بسرعة… وبرضوا كل ما حـ يلف ويدور عشان يهرب من علاج المشكلة كل ما حـ يصعب على نفسه النجاح… والصعب النهارده ممكن يكون مستحيل بكرة…

ومن وجهة نظري الشخصية أصعب عامل في الثلاثة هو العامل النفسي… لأن من الصعب على المضارب إنه يشوف نفسه ويفهم هو فين لوحده… لازم يكون فيه مراية يبص فيها على نفسه ويقيم ويعدل لغاية لما يوصل للي هو عايزه… عشان كدة أنا ألفت الكتاب اللي ما بين أديك… لأن معظم الكتب الموجودة عن التداول والمضاربة في أسواق المال عموما بـ تتجاهل العنصر النفسي وبتركز على العناصر الثانية بس… بينما النفسية المتوازنة هي المفتاح عشان المضارب يوصل لخطة عمل وخطة إدارة مالية مناسبة لشخصيته…

نيجي دلوقتي للعوامل الخارجة عن إرادة أي مضارب وهما

  • كمية المخاطر وعددها
  • كثافة المخاطر وشدتها

المقصود بالمخاطر هنا هو المخاطر الخارجة عن إرادة البشر سواء من حيث الكم أو الكثافة… وفي المرحلة دي لازم نعرف ونتأكد إن الإنسان ما يقدرش يسيطر على كل حاجة متعلقة بنجاحة في الدنيا عموما وفي المضاربة خصوصا… وإن دائما بيكون فيه عامل نجاح نسبي وقدر وقسمة مكتوبة لكل واحد فينا…

فمثلا حضراتكم عارفين المستثمر المشهور وارن بافت Warren Buffet وإنه أغنى مستثمر في العالم… بافت عمل ثروته من خلال خطة تداول مشهورة وهي “الشراء ثم الاحتفاظ” Buy and Hold… بافت بـ يحلل الشركات بطريقته الخاصة وبعد ما يقرر أن فيه شركة مميزة بـ يشتري وبعد كدة يحتفظ بالأسهم سنين طويلة مهما اتعرض السوق لهزات عنيفة…

والسؤال دلوقتي هو إنه رغم نجاح خطة الشراء ثم الاحتفاظ مع بافت فهل من الممكن أنها تنجح مع أي حد ثاني؟ … من وجهة نظري الشخصية الموضوع ما لوش علاقة بـ بافت وخطته… الموضوع له علاقة بأن بافت استثمر فلوسه في الولايات المتحدة الأمريكية وهي البلد التي لم يحدث على أرضها حرب من أكثر من مئتي سنة… ده غير إنها ناجحة بذاتها ومن أوائل دول العالم في مجالات صناعية وزراعية كثيرة… بمعنى آخر بافت تمتع ببيئة استثمارية مش موجودة عند مستثمرين كثير في دول ثانية… وده ساعده كثير على النجاح اللي هو حققه…

تخيل مثلا أنك دخلت شراء بكل ما تملك في شركة ما بعد دراسة متأنية لها… وبعد فترة حصلت حرب في بلدك أو حتى مناوشات إرهابية… أو أن الحالة الاقتصادية العامة كانت بـ تقع وكل ما شركتك تنجح أكثر في مجال عملها الحالة العامة للاقتصاد تقع أكثر وتأكل كل النجاح اللي أتحقق… هنا تيجي المخاطر الخارجة عن السيطرة وتلعب دورها في نجاح المضارب أو المستثمر…

طب ما تيجي دلوقتي نجمع العوامل الخمسة في معادلة واحدة حـ يكون شكلها كدة:

فهمك للمعادلة دي ومعرفتك بيها وحكمك على كل عنصر فيها بموضوعية حـ يشكل فرق كبير في نجاحك في أسواق المال…

تعالى دلوقتي نتنقل للقانون الثاني وهو قانون الخسارة النسبي…

لما بـ أعقد أو أتكلم مع أي حد ويبدأ يحكي لي عن مشاريعه… وأفكاره سواء كانت خطة تداول هو أبتكرها للفوركس أو مشروع صغير عايز يعمله… أول حاجة بعملها هي إني بـ أختبر مدى فهمه لقانون الخسائر النسبي… ولو لقيته مش فاهم بـ أبدأ أنصحه يعيد نظر في أفكاره قبل ما يطبقها بصورة عملية… وفي الغالب الحوار بـ يأخذ الشكل التالي:

– لو افترضت إن حضرتك معاك ألف جنية وخسرت منهم 200 جنية كده حضرتك فاضل معاك كام؟

– 800 جنية

– يعني خسرت كام في المية؟

– 20 المية

– طبعا دلوقتي حضرتك عايز تعوض خسايرك… صح؟

– صح

– طب تفتكر محتاج كام المية مكسب عشان تعوضهم؟

– 20 المية

– غلط… حضرتك محتاج 25% عشان تعوضهم… لأن حضرتك معاك دلوقتي 800 جنية مش 1000… وخسران 200 جنية… والـ 200 ربع الـ 800، صح؟ …

– في الغالب الطرف الثاني بـ يصمت كدليل على إنه بـ يفكر بعمق في الأرقام والحقيقة اللي غابت عن دماغه… بس بـ يهز رأسه كدليل على الإصغاء… ووشه بـ يكشر بسبب التفكير في إنه ما عرفش يجاوب صح ولإنه فجأة لقى الفكرة الاستثمارية اللي كان متحمس ليها بقت مهدده بالخطر… فبـ أكمل أنا كلامي وأكمل شرحي لقانون الخسائر النسبية…

– لو حضرتك خسرتك 20% من رأس مالك يبقى محتاج 25% عشان تعوضها… ولو خسرت 50% يبقى محتاج 100% عشان تعوض… لأن حـ يكون معاك 500 جنية ومحتاج 500 زيهم عشان ترجع لمبلغ الـ 1000 جنية… أما لو خسرت 750 جنية فأنت محتاج 300% عشان تعوض خسايرك…

تعالى دلوقتي نبص على الجدول ده ونشوف النسب والأرقام:

رأس المالالخسارة كرقمالخسارة كنسبةالمتبقينسبة التعويض
100020020%80025%
100040040%60067%
100060060%400150%
100080080%200400%
جدول رقم – 1

في يوم من الأيام حضرت صفقة بيع لمحصول زراعي بين تاجر من الفلاحين وصاحب مزرعة… صاحب المزرعة كان بـ يحاول يأخذ لنفسه أعلى سعر في السوق لأن بضاعته متميزة… والتاجر كان بـ يحاول يخفض السعر على قد ما يقدر بس من غير ما يزعل صاحب المزرعة عشان الصفقة تتم لصالحة… ولما الحوار وصل بينهم لنقطة صعبة رد التاجر الفلاح على صاحب المزرعة بعبارة أو مثل فلاحي قديم وقاله…

يا بشمهندس الخسارة مُرة وأنت ما ترضاليش الخسارة…

حسيت وهو بـ يقول جملة “الخسارة مُرة” إنه فعلا موجوع… حسيت إنه فهم الدرس اللي ناس كثيرة متعلمة في أرقى المدارس ما فهمتهوش لغاية دلوقتي رغم إنه لا بـ يعرف يقرأ ولا بـ يعرف يكتب…

الخسارة فعلا مُرة… بالورقة والقلم مرة… وأي تاجر أو مضارب ناجح فاهم كدة كويس… ولما بـ يخطط يدخل سوق المال أول حاجة بـ يعملها إنه بـ يخطط إزاي يقدر يخفض من خسايره على قد ما يقدر قبل ما يفكر إزاي يكسب…

نيجي دلوقتي لآخر قانون وهو قانون العائد التراكمي… فكرة العائد التراكمي فكرة قديمة ولكن مهمة… وأقدم حكاية حكت القانون ده كانت من مخترع الشطرنج وهو وزير هندي… والجزء الجاي بـ يحكي الحكاية وهو مقتبس من أحد صفحات الموسوعة الحرة ويكيبيديا Wikipedia

تقول الرواية أن وزير أحد ملوك الهند أراد أن يُبعد الملل عن قلب ملكه فاخترع لعبة الشطرنج أو قام بتطويرها عن لعبة هندية أخرى… وقد أعجب الملك الهندي جدا باللعبة لدرجة أنه طلب من وزيره مخترع اللعبة أن يتمنى لنفسه ما يشاء… هنا طلب الوزير المخترع من الملك أن يضع حبة قمح واحدة على المربع رقم واحد في رقعة الشطرنج ثم طلب من الملك أن يضاعف له هذه الحبة الضعف مع كل مربع وصولا للمضاعفة رقم 64 بعدد مربعات رقعة الشطرنج… رغم أن الطلب كان يبدوا بسيطا فإن تحقيقه مستحيلا!! فعند الوصول للمضاعفة 64 سيكون عدد حبات القمح هو 18446744073709551615 !!… وهذه الكمية تكفي لتغطية سطح الكرة الأرضية بارتفاع 11 مليمتر من القمح… وهو طلب يعجز عن تلبيته حكام العالم لو اجتمعوا وليس حاكم الهند فقط… وعندما أدرك الملك هذه العملية الحسابية قال: ” لعُمري لا أدري مما أعجب أكثر أمن الشطرنج أم من الأمنية…”
جدول رقم – 2

ناس كثيرة بـ تفتكر إن النجاح في مجال البورصة أو الفوركس محتاج وقت طويل جدا ومجهود كبير… والحقيقة غير كدة خالص… السبب الأساسي للنجاح في البورصة هو إن المضارب يقدر يحقق مكسب كبير في وقت قصير نسبيا من خلال تراكم العوائد وإعادة استثمارها… وفي الحقيقة هو ده سبب نجاح أي رجل أعمال عصامي بنى نفسه بنفسه من غير وساطة ولا محسوبية…

رجل الأعمال المشهور وارن بافت بدأ يستثمر في بورصة الأسهم وهو صغير ولما تم 14 سنة ثروته كانت 5000 دولار… ولما وصل 56 سنة عمل أول مليار… وبعدين المليار جاب الثاني والرابع والثامن وهكذا لغاية لما وصل لـ 58 مليار وهو عنده 83 سنة…

الفكرة إن الثروة تضاعفت معاه بسبب تراكم عائدات استثماراته مش بسبب إنه بـ يكسب فلوس قليلة لفترات طويلة زي ما في ناس كثير فاهمة الموضوع…

تعرف حضرتك إنك لو بـ تضاعف رأس مالك بعد كل صفقة كل 1 جنية تدخل بيه السوق حـ يبقى مليون بعد 20 صفقة… عشان كدة عبقري علوم الفيزياء ومخترع قانون النسبية “ألبرت أينشتين” لما سألوه عن أيه هي عجيبة الدنيا الثامنة فكر وقال “قانون العائد التراكمي”…

بكدة نكون اتعرفنا على ثلاثة من أهم قوانين المال في دنيا البورصة من وجهة نظري وهم بالترتيب… معادلة النجاح – قانون الخسائر النسبي – قانون العائد التراكمي… الثلاثة دول حـ يفرقوا معاك كثير وفهمك ليهم حـ يغير طريقة تفكيرك في الموضوع… دلوقتي أتنقل معاك لجزء جديد من المقال ده فيه حـ نتعرف على طريقة بسيطة ممكن نحقق بيها عائد كويس في بورصة الفوركس…

في الجزء اللي جاي من المقالة حـ أحكي حكاية صديق حـ أسميه هنا “شاكر”… وزي ما اتفقنا في أول الكتاب كل شخص بـ أذكره هنا ممكن يكون صديق، صاحب أو إنسان قابلته وتعلمت منه حاجة… فعشان محدش يزعل مني حـ أغير الأسماء…

شاكر خريج معهد سياحة وفنادق… وحلم حياته كان السفر وإنه يلف العالم… بعد ما خلص دراسته راح اشتغل مع عمه في شرم الشيخ في فندق… المرتب كان كويس والأجانب كانوا بـ يدفعوا له بقشيش بالدولار… شاكر حوش قرشين حلوين وحطهم في البنك عشان يحوش مبلغ يقدر بيه يعمل رحلة سياحية حول العالم…

لما كان شاكر بـ يدرس في معهد السياحة والفنادق واحد صاحبه عرفه على بورصة الفوركس… والمجال استهواه فأخذ دورة تدريبية وأتعلم منها حاجات كثير عن الفوركس والتعامل فيها… بعد كدة فتح شاكر حساب ديمو وكسب فيه ففرح وراح فاتح حساب حقيقي وبعد شوية جالة نداء هامش Margin Call وخسر الحساب…

قعد شاكر مع نفسه وحلل اللي حصل فحس إن فيه حاجة هو مش فاهمها… فيه سر أو خطة تداول أو أداة تحليليه غايبة عنه… وأنه لو عرفها ممكن يجرب حظه مرة ثانية… فقرر إنه ما يدخلش سوق الفوركس ثاني إلا لو لقى اللي بـ يدور عليه… غير كدة حـ يحوش أي قرش حـ يجيله زيادة عن مصاريفه في حسابه في البنك…

وفي يوم من ذات الأيام زار الفندق اللي بـ يشتغل فيه شاكر فوج سياحي إنجليزي… وكان من ضمنهم شاب أسمه “مارون” Maroon بـ يشتغل فوركس… شاكر اتعرف على مارون وقرر إنه يسأله عن طريقته في الشغل يمكن يدله على الطريق الصح للنجاح في المجال ده… ولأن كل حاجة عند الأجانب مش ببلاش مارون أتفق مع شاكر إنه يعلمه الموضوع بس في المقابل شاكر يعزمه على جولة سياحية يزور فيها مناطق مميزة في شرم الشيخ…

شاكر وافق وقضى مع مارون يوم جميل وأتعرف عليه أكثر ولقاه إنسان بسيط ومحترم… وفي اليوم التالي مارون طلب من شاكر إنه يقابله بعد ما يخلص شغل بالليل عشان يتكلم معاه ويشرح له هو بـ يشتغل فوركس إزاي…

بدأ مارون يشرح لشاكر إن خطته للمتاجرة في الفوركس سهلة وبسيطة لكن عملية وبـ تجيب نتائج معقولة بدليل إنه بـ يتفسح دلوقتي بالفلوس اللي عملها من الفوركس السنة اللي فاتت… وهنا شاكر حس أن الفوركس ممكن تحقق له حلمه القديم في السفر حول العالم… وأن مارون ممكن يكون عنده خطة أو طريقة فعالة للتغلب على العدو اللدود لكل مضاربي الفوركس… أقصد الـ Margin Call…

خطة مارون بـ تعتمد على ثلاث عناصر… أول عنصر هو ببساطة أن مارون اكتشف مع شغله الكثير في البورصة أن عالم المال والاقتصاد بـ يعدي كل سنة بحدث واحد جوهري على الأقل… ومفيش سنة ممكن تعدى على العالم بسلام من غير أحداث جوهرية… لأن دي سُنة الحياة… مثلا في سنة بـ يكون الحدث الجوهري هو أزمة الرهن العقاري… وبعدين تيجي أزمة ديون اليونان… وبعدين الانتخابات الأمريكية… الربيع العربي… وهكذا

كل سنة لازم فيه حدث جوهري الأعلام والصحافة بـ تتكلم عنه… ورجال الأعمال الواعيين بـ يحاولوا يستغلوه عشان يحققوا أرباح من وراه… وهو ده اللي مارون بـ يعمله بالضبط…

كل سنة مارون بـ يستنى الحدث العالمي ويفكر إزاي الحدث ده حـ يؤثر على بورصة العملات… وحـ يرفع الطلب على أنهي عملة… ويرفع العرض على أنهي عمله… وهنا يقرر هو حـ يضارب على أنهي زوج من العملات المعروضة قدامه على شاشة التداول… ولو كان حـ يدخل شراء لعملة الأساس ولا بيع…

ثاني عنصر في الخطة هو التحليل الفني… مارون بـ يتبع مدرسة أسسها واحد اسمه “بيتر براندت” Peter Brandt… براندت تاجر ناجح وله كتاب بـ يشرح فيه طريقته في المتاجرة وموقع على الإنترنت… براندت كان بـ يعتمد في تحليله للسوق على النظر للأطر الزمنية الكبيرة واللي كثير من المتداولين بـ يهملوها بحثا عن خمس أو عشر نقاط على إطار زمني ربع ساعة… براندت بـ يبدأ تحليله بأبعد إطار زمني ممكن وبعدين يتنقل للإطار الزمنى الأقل وهكذا… لغاية لما يلاقي أن كل الأطر الزمنية متفقة مع بعض على شيء معين فيأخذ قراره بالبيع أو الشراء أو خلافه…

مثلا يبدأ يحلل اليورو دولار على شارت شهري… وبعدين يعمل تحليل للشارت الأسبوعي… وبعدين يرجع لشارت اليومي… ويأخذ قراره في النهاية بناء على نتيجة الثلاث تحليلات…

مارون كان بـ يشتغل بنفس الأسلوب… واللي أكد أن الأسلوب ده ناجح كان بحث قرأه على صفحة خبير أسواق مال كبير أسمه “توماس بلكويسكي” Thomas Bulkowski بـ يثبت فيه أن الأشكال والنماذج الفنية الطويلة أكثر قدرة على تحقيق مستهدفاتها من النماذج الفنية القصيرة…

نيجي لآخر عنصر وهو إدارة رأس المال… مارون بـ يشتغل موظف في شركة في بلده إنجلترا… وكل سنة بـ يحوش مبلغ صغير خارج احتياجاته الشخصية والعائلية للفوركس… المبلغ ده بيكون في حدود 200 دولار أو أقل… بعد كدة بـ يستنى الفرصة الكبيرة اللي حـ تخلي السوق يتحرك… ولما السوق يتحرك ويدي علامة شراء على الشارت بـ يدخل مارون بلوت مايكرو واحد بس… ويحط أمر وقف خسائره على بعد 500 نقطة على الأقل من نقطة الدخول… وكمان أمر أخذ الأرباح على بعد 500 نقطة من الدخول… يعني نسبة الهدف لوقف الخساير بتكون واحد لواحد…

لما الهدف يتحقق بـ يكون مجهز أمر دخول جديد بـ أثنين لوت مايكرو… ولما يحقق الهدف بـيكون الأمر التالي بأربعة لوت مايكرو وهكذا لغاية لما الهدف الفني على الشارت يتحقق… وبكدة بيكون ضاعف رأس ماله الصغير أكثر من مرة في كام شهر بس وبأقل عدد من الصفقات…

لما شاكر سمع طريقة مارون في إدارة رأس المال استغرب جدا… لأنه كان فاكر زي كثير من الناس والمضاربين إنه في الفوركس لازم يحط مبلغ كبير من الدولارات في الحساب ويفضل قاعد ليل نهار قدام الشاشة عشان يطلّع كل يوم عشر نقط… لكن مارون أكد له أن كل ده كلام فارغ ناتج عن الكم الهائل من الدعاية اللي بـ تعملها شركات الفوركس عشان تقنع المضاربين إنهم يحطوا فلوس كثير ويضاربوا كثير فتكسب الشركة والسماسرة اللي فيها أكبر قدر من العمولات…

لكن الحقيقة هي أن أي شخص ممكن ينجح في الفوركس بأقل مجهود وأقل كمية من الفلوس… وهو ده اللي بـ يميز الفوركس عن غيرها من البورصات زي بورصة الأسهم والسلع… ففي الفوركس شركة السمسرة بـ تدي المضارب رافعة مالية كبيرة جدا… أكبر من أي رافعة مالية متعارف عليها في أي سوق ثاني… وبالتالي المضارب مش محتاج مبلغ كبير عشان يحطه… هو بس محتاج نجاح كبير… شبة النجاح اللي بتحققه البنوك المركزية الكبيرة مش شبه النجاح اللي بـ يحققه المضاربين اللي بـ يجروا وراء عشر نقط كل يوم معتقدين أن هو ده الطريق الصحيح للوصول للملايين…

عشان مارون يحمي نفسه كان بـ يستخدم طريقة بسيطة وفعالة في نفس الوقت… لما كان خط الأسعار بـ يقرب بنسبة 80 لـ 90% من الهدف مارون كان بـ يحرك وقف الخسائر لنقطة الدخول… فلو عكست عليه الصفقة يفضل محتفظ بالأرباح اللي حققها من الصفقات السابقة…

بالطريقة دي مارون كان بـ يعمل أرباح كبيرة في شهور قصيرة ومن غير ضغط نفسي كبير لأنه بـ يستثمر مبلغ صغير ويضاعفه مع الوقت… وبـ يحتفظ بـ باقي مرتبه لمتطلبات حياته ويدخر الباقي في البنك لوقت الأزمات…

مارون حب يضرب مجموعة من الأمثلة لشاكر عشان يوريه بـ صورة عملية هو بـ ينفذ الكلام ده إزاي…

خلال سنة 2014 كانت أزمات الاقتصاد الأوربي هي اللي مسيطرة… وفي الوقت ده لاحظ مارون أن زوج اليورو دولار EURUSD كون نموذج فني أسمه وتد صاعد Rising Wedge كبير على الشارت الأسبوعي لزوج العملة… وحجمه الزمني يصل لعام تقريبا… واللي كان متوقع من خلال الأخبار السلبية الاقتصادية في الوقت ده هو انخفاض قيمة اليورو… استنى مارون لحد ما حصل اختراق لضلع الوتد السفلي وبعدين مول حساب التداول بتاعه بـ 50 دولار… أيوه 50 دولار لا أكثر ولا أقل… لو خسرهم مش حـ يؤثروا على حياته… ولو كسب منهم ممكن يكسب مبلغ كويس يكفيه عشان يتفسح في مكان جديد ويأخذ إجازة سعيدة…

بمجرد ما حصل الاختراق للضلع السفلي للوتد حط مارون مجموعة من أوامر الشراء بوقف خسائر 500 نقطة وهدف 500 نقطة لأسفل… وكانت الأوامر كما يلي:

حجم العقدالدخولالربح المتوقعالخسارة المتوقعةالربح التراكميالخسارة التراكمية
0.011.340050-5050-50
0.021.2900100-100150-50
0.041.2400200-200350-50
0.081.1900400-400750-50
0.161.1400800-8001550-50
0.321.09001600-16003150-50
0.641.04003200-32006350-50
جدول رقم – 3

والشارت التالي بـ يوضح بداية ونهاية سلسلة الصفقات اللي دخلها مارون بيع على الـ EURUSD وقدر بيها يحول 50 دولار لـ 6350 دولار يعني مكسب 127 ضعف أو 12,700%! …

بمعنى أن الـ EURUSD لو أتحرك 3000 نقطة لتحت مارون حـ يقدر يكسب 3150 دولار من أصل 50 دولار بس… ولو خسر مش حـ يخسر غير 50 دولار… هو ده المقصود بأن تضارب بأقل مخاطر وتحقق أكبر عائد ممكن…

مارون كان بـ يحط وقف الخسائر على بعد 500 نقطة وده أبعد بكثير من ترددات السوق اليومية… كمان لما كان الهدف بـ يقرب يتحقق بنسبة 80 لـ 90% كان بـ يغير مكان وقف الخسائر ويخليه قرب نقطة الدخول فيحمي الأرباح اللي كونها قبل كدة على قد ما يقدر…

مثال ثاني من الأمثلة اللي ضربها مارون لشاكر على نجاح طريقته في المضاربة كان على زوج الـ AUDUSD… في 2008 بعد أزمة الرهن العقاري وصل زوج الأسترالي دولار لقاع عميق قرب 0.6000 دولار… بعد كدة كون نموذج فني بسيط اسمه 123 على الشارت الأسبوعي… النموذج عبارة عن قاع أعلى من القاع اللي قبله وما بينهم قمة… بعد ما ارتد خط الأسعار وكسر القمة بين القاعين لأعلى مارون قرر إنه يدخل كمشتري لزوج الـ AUDUSD… فعمل إيداع بـ 100 دولار كان مجهزهم للدخول في الفوركس… والشارت التالي بـ يوضح ده…

وبدأ يأخذ سلسة من الصفقات بهدف 500 نقطة ووقف 500 نقطة لكل صفقة منهم… زي ما في الجدول التالي…

حجم العقدالدخولالربح المتوقعالخسارة المتوقعةالربح التراكميالخسارة التراكمية
0.020.7400100-100100-100
0.040.7900200-200300-100
0.080.8400400-400700-100
0.160.8900800-8001500-100
0.320.94001600-16003100-100
جدول رقم – 4

الجدول بـ يوضح مناطق الدخول وإزاي كان بـ يضاعف اللوت مع كل صفقة رابحة… مارون قدر في العملية دي إنه يحول 100 دولار لـ 3100 دولار تقريبا… وهي دي فائدة تطبيق قانون العائد التراكمي… ولو كان خسر ما كنش حـ يخسر أكثر من 100 دولار وهو مبلغ بسيط بالنسبة لواحد عايش في دولة زي إنجلترا… وده تطبيق عملي لقانون المخاطر النسبي ومحاولة لخفض المخاطر بقدر ما يمكن… كمان مارون وخلال تحقيق النجاح في الصفقة دي عاش حياته متوازنة بـ شكل طبيعي وبدون الضغط النفسي اللي بـ يحصل مع المضاربين اللي قاعدين ليل نهار قدام شاشة الكمبيوتر عشان يعملوا عشر نقط كل يوم…

بعد ما شرح مارون لشاكر طريقته ودربوا عليها قرر شاكر إنه يطبق الخطة يمكن يقدر يحقق نفس النجاح اللي حققه صاحبه الإنجليزي مارون… ولما خلصت رحلة مارون السياحية راح شاكر ودعه وهو مسافر ووعده إنه يزور إنجلترا من أرباح أول صفقة له بالخطة الجديدة اللي أتعلمها للتداول في الفوركس…

أكيد إن الطريقة اللي أعتمد عليها مارون وشرحها بالتفصيل لشاكر مش هي الطريقة الوحيدة للنجاح في الفوركس والبورصة عموما… وأكيد فيه خطط ثانية كويسة كثير… بس المهم هنا هو أن طريقة مارون جمعت الثلث قوانين اللي كلمت حضرتك عليهم…

فمن الواضح أن مارون سيطر بدرجة كبيرة على معادلة النجاح… لأن طريقته اعتمدت في الأساس على استثمار أقل مبلغ ممكن لتحقيق أعلى عائد في السوق… وعلى العكس من فكرة ناس كثير عن سوق الفوركس مارون أثبت بالورقة والقلم أن الفوركس مش محتاجة رأس مال كبير… يبقى مخاطر الخسارة وهاجس الـ Margin Call اتحطوا في أقل حيز ليهم… وبكدة مارون بقى مركز أكثر ونفسيته متوازنة أكثر…

كمان مارون كان بـ يعتمد على قانون العائد التراكمي… وبـ يستغل الرافعة المالية الكبيرة الموجودة في سوق الفوركس لتحقيق عائد كبير جدا يصل لعشرات أضعاف رأس المال في وقت قصير…

أما الخطة الفنية اللي اعتمد عليها… وهي رسم النماذج السعرية العملاقة فكانت مجربة في الواقع العملي من خلال مضاربين كبار… وفيه أبحاث علمية بتثبتها… وبتحقق شرط مهم جدا بـ يفرق ما بين المضارب المحترف والهاوي وهو اقتناص الفرص… من خلال مراقبة الحالة العامة لأسواق المال وعدم التسرع في الدخول…

نضيف لكده الراحة النفسية الناتجة من عدم المراقبة المستمرة للسوق… لأن زي ما حضرتك عارف أن سوق الفوركس بـ يشتغل أربعة وعشرين ساعة ولو المضارب بـ يدور على أرباح قليلة فيه بـ يضيع منه وقت كبير قاعد قدام شاشة جهاز الكمبيوتر بـ يراقب الأسعار… لكن طريقة مارون اللي بـ تحط وقف خسائر وأخذ أرباح على مسافات بعيدة فادته في النقطة دي وخلته يعيش حياته من غير ضغط نفسي كبير بسبب حركة الأسعار في السوق… كمان لما الهدف كان بـ يقرب يتحقق بنسبة كبيرة مارون كان بـ يرفع وقف الخسائر لنقطة الدخول فيحمي أرباحه من الضياع…

يمكن المقال ده يكون أطول مقال في الكتاب اللي حضرتك بـ تقرأه عشان كدة أتمنى إنك تعيد قرائته من أول وجديد… وياريت تفكر في القوانين الثلاثة بـ شكل جدي لأنهم مهمين جدا لأي مضارب في البورصة…

عزيزي القارئ تحياتي وتمنياتي لك بالنجاح والتوفيق…

العودة للفهرس

Scroll to Top