عشان نضارب في البورصة زي المحترفين لازم نتصرف زيهم ونعمل نفس المهام اللي هما بـ يعملوها عشان يحققوا النجاح… والمضارب الناجح بـ يعمل 8 مهام حـ نتكلم عنهم في المقال ده ونشرحهم بالتفصيل. المهام الـ 8 هما:
- تحليل النفس اليومي
- تصور النجاح اليومي
- تطوير أفكار متاجرة منخفضة المخاطر
- مطاردة السوق قبل الدخول
- التصرف ودخول الصفقات
- مراقبة الصفقة
- الخروج على ربح أو خسارة
- استخلاص الخبرات من المعلومات
الخطوة الأولى: تحليل النفس اليومي
المضاربة في أسواق المال نوع من النشاط الإنساني القابل للقياس في صورة معدلات من الربح والخسارة… ولأن المضارب ما يقدرش يهرب من نتائج أفعاله وصفقاته في السوق يبقى من المنطقي إنه لازم يدرس كويس أفعاله والطريقة اللي بـ يتصرف بيها في المواقف المختلفة اللي بـ يتعرض لها في السوق…
كثير من المضاربين بـ يلاقوا إن أفضل صفقاتهم كانت أصعبها في اتخاذ القرار… يمكن يكون السبب في كده هو إن القرار اللي بـ يأخذوه في اللحظة الحاسمة ممكن يكون عكس آراء وأفكار الناس اللي حواليهم في الوقت ده… تخيل مثلا إنك دخلت صفقة من فترة ومحققة معاك أرباح كويسة على الورق ولما جيت تخرج نتيجة إنك شايف علامات ضعف في السوق لقيت كل اللي حوليك لسه مكملين وشايفين أن خروجك دلوقتي بدري أوي… وكل واحد يكلمك ويحذرك وكأنه خايف على مصلحتك أكثر منك… يبقى السؤال تسمع كلامهم ولا تخرج زي ما أنت شايف ومحدد لنفسك؟ … هنا يجي دور الحالة النفسية السليمة في إنها تساعدك على أنك تأخذ القرار الصح… وعشان ده يحصل لازم تقعد مع نفسك كل يوم شوية وتدرس حالتك ونفسيتك وتأثيرها على قرارتك في السوق…
الخطوة الثانية: تصور النجاح اليومي
علماء النفس لقوا إن الشخص اللي بـ يتصور شكله وهو في موقف معين بـ ينجح أكثر من غيره لما بـ يواجه نفس الموقف في الواقع الفعلي… فمثلا لو تصورت إنك محطوط في موقف صعب وبدأت تسأل نفسك يا ترى ممكن أتصرف إزاي في الموقف ده… فأنت بـ تنبه مخك وحواسك لأن الموقف ده ممكن يحصلك… وعقلك بـ يبدأ يدور على إجابات مفيدة ويعرضها عليك ويصورها في خيالك عشان تحكم عليها وتختار منها الأسلم والأصح من وجهة نظرك وتخزنه في دماغك… ولما بـ تتعرض له بجد العقل بـ يرجع للسيناريو المسبق اللي حاطة للتصرف في الموقف ده وبـ يبدأ يتصرف بناء على هذا السيناريو…
كل مضارب وهو بـ يخطط ليومه في البورصة لازم يسأل نفسه حـ يعمل إيه لو لقى نفسه مزنوق في موقف صعب… ولو خلينا الموضوع ده عادة يومية حـ يكون له أثر كبير على تغيير طريقة مواجهتنا للمواقف الصعبة في البورصة…
الخطوة الثالثة: تطوير أفكار متاجرة منخفضة المخاطر
في ناس بـ تحب تسمي الموضوع ده “تحليل السوق” ولكن من وجهة نظري إن أي مضارب ناجح مهما اختلف نوع التحليل اللي بـ يعمله للسوق لو ما كانش نتيجة التحليل ده فكرة منخفضة المخاطر يبقى التحليل مخاطره كبيرة ومش مستحب استخدامه في المضاربة…
رغم إن كثير من المضاربين كل اللي بـ يعملوه في خطوة تحليل السوق هو إنهم بـ يحاولوا يتنبؤوا بالمستقبل لكن في الحقيقة التنبؤ بالمستقبل ما لوش علاقة كبيرة بالنجاح في السوق… لكن الأهم إن المضارب يعرف إمتى يكون على توافق مع مخاطر السوق بدل ما يعرض نفسه لها… أو بمعنى أدق لازم المضارب يلاقي إجابة للسؤال اللي بـ يقول “أعمل إيه لو كان توقعي وتحليلي لحركة الأسعار غلط؟” …
فيه ناس كثير لما بتيجي للخطوة دي بتكون عايزة تريح نفسها كنوع من الكسل العقلي أو كعدم ثقة في نفسهم وقدراتهم على قراءة الأوضاع فـ يبدؤا يسمعوا ويقروا آراء الناس اللي حوليهم ويأخذوا بكلامهم… وده غلط كبير لأن اللي حواليك مش بـ يفكروا زيك ونتيجة القرار اللي حـ تأخذه حـ تشيلها لوحدك…وأنت بتحلل السوق حاول إنك تبعد عن أراء الناس اللي حوليك وخلي التحليل نابع من أفكارك مش من أفكار غيرك…
في أحد المرات اتصل بي صديق وطلب منى إني أقعد معاه عشان يشرح لي خطة تداول جديدة هو ابتكرها وحسب كلامه عنها فهي مذهله… فتحمست للفكرة وحددت معاه ميعاد عشان نتقابل وأشوف هو وصل لإية… ولما قابلته ودخل الحوار في الجد طلبت منه إنه يشرح لي فكرته… حسيت وهو بـ يتكلم إنه مش عارف يتكلم… كان كلامه زي أي واحد سامع كلام من اليمين والشمال وأفكاره مشوشة ومتلخبط في بعضه… ولما إديت له ورقة وقلم وطلبت منه إنه يكتب في خطوات هو بـ يفكر في أيه بالضبط لقيته مش عارف يكتب حاجة… وهنا فهمت إنه مش فاهم نفسه وان المسألة كلها زوبعة في فنجان…
اكتب النتائج اللي توصلت لها في ورقة… لأن الكتابة تحدي لفهمك للي أنت بـ تعمله… فلو كانت النتائج دي عبارة عن أفكار واضحة أكيد حـ تقدر تكتبها… ولو كانت أفكارك مشوشة يبقى فيه حاجة غلط في الموضوع ومحتاجة تتعالج…
الخطوة الرابعة: مطاردة السوق قبل الدخول
من أهم خطوات المضارب الناجح إنه يبص للسوق على إنه فريسة أو صيده هو عايز يصطدها… فيراقب السوق كويس قبل ما يقرر إنه يدخل…
دائما الصياد الذكي بـ ياخذ وقته قبل ما يبدأ يتحرك… كثير جدا بحب أشبه المضارب في أسواق المال بالقط… المضارب المبتدئ بيكون عامل زي القط الصغير اللي لسه متعلم الصيد قريب وأول ما يلاقي فأر يجري وراه بسرعة… وطبعا الفار بـ يهرب… لكن القط الكبير بـ يراقب ويستنني لغاية لما الفار يكون مشغول عنه وهنا يستغل لحظة عدم انتباه الفار وينقض عليه… بنفس المنطق المضارب الناجح بـ يصبر على السوق لغاية لما يلاقي كل العوامل في صالحة وهنا بـ يضرب ضربته الكبيرة…
كثير من المضاربين ما بيكونش عندهم القدرة على مطاردة السوق وبـ يتسرعوا في دخول السوق… وطبعا ده بـ يرفع من المخاطر اللي بـ يتعرضوا لها وبـ يخليهم فريسة للطمع والتسرع…
أحد الطرق الطريفة عشان تراقب السوق هي إنك تعمل ملف أو كراسة تسجل فيها أفكارك وكأنك بـ تتاجر تجريبي على الورق… ولما الشروط اللي أنت عارفها تتحقق تقرر الدخول الفعلي للسوق…
الخطوة الخامسة: التصرف ودخول الصفقات
في أسواق المال التصرف هو أسهل حاجة… مع التطور التكنولوجي أصبح من الممكن لكل مضارب إنه يبيع ويشتري بتكة زرار على الكمبيوتر الشخصي أو الموبايل بتاعه من أي مكان في الدنيا… لحظة واحدة وتلاقي نفسك جوة السوق…
بس قبل اللحظة دي لازم تتأكد أن مشاعرك وعقلك الإثنين متفقين على اللي بـ تعمله… وأن مفيش تعارض ما بينهم… وأنك كمان مجهز خطة للخروج من السوق… وعندك سيناريو واضح في دماغك للي حـ تعمله في كل موقف تتعرض له في السوق…
الخطوة السادسة: مراقبة الصفقة
طبيعة وظيفة مراقبة السوق بـ تعتمد بشكل كبير على الإطار الزمني اللي بـ يشتغل عليه المضارب… فلو كان مضارب متوسط لطويل الأجل بتكون العملية دي دورية لحد كبير… فلو كان المضارب بـ يشتغل على إطار زمني يومي مش حـ يكون مطلوب منه إنه يفضل قاعد قدام شاشة الأسعار طول الوقت وكفاية إنه يأخذ بصة صغيرة في نص جلسة التداول ويوفر باقي وقته ومجهوده لتحليل السوق بعد الجلسة… لكن لو كان مضارب قصير الأجل وبـ يشتغل على إطار زمنى دقيقة مثلا هنا لازم يكون موجود ومتابع للسوق عشان يقدر يأخذ قرارات الدخول و الخروج من السوق بسرعة…
الخطوة السابعة: الخروج على ربح أو خسارة
أي صفقة ليها باب للدخول وبابين للخروج… الأول هو باب الخروج على مكسب… والثاني هو باب الخروج على خسارة… عشان كدة بـ نقول دائما إن الخروج أصعب من الدخول… لأنه بـ يحط المضارب في حيرة وضغط نفسي أكبر من عملية الدخول في السوق…
كثير من المضاربين بيكون دخول السوق عندهم مرتبط كثير بمشاعر الحماس والرغبة في تحقيق الربح… لكن مع أول إشارة بيبعتها السوق ويقول للمضارب أنا حـ تحرك عكس توقعاتك بـ يقع المضارب في حالة من الحيرة والارتباك ويبدأ يسأل نفسه إزاي يخرج من الموقف اللي حط نفسه فيه… الحيرة، الارتباك والتخبط في اتخاذ القرار بيكون لهم أثر قوي عند الناس اللي حماستهم في الدخول كانت كبيرة وكانوا بـ يبصوا تحت رجليهم ومفكروش ولا جهزوا نفسهم للمهمة الأكبر والأهم وهي الخروج من الصفقة سواء بأكبر مكسب أو أقل خسارة ممكنة…
الخطوة الثامنة: استخلاص الخبرات من المعلومات
من المهم للمضارب الناجح إنه يستفيد من كل صفقة بـ يأخذها في السوق مش بس في إنه يكسب فلوس… لا كمان يكسب منها معلومات تساعده في إنه يطور خطته في التداول… لأن مفيش معلومة حتفيدك قد المعلومة اللي استخلصتها من تجربتك في السوق… وعشان النوع ده من المعلومات مهم جدا بندي له اسم مميز… بنسميه “خبرات”…
الخبرة بـ تتكون من خلال استخلاص المعلومات من تجاربنا في السوق… تصرفت إزاي في السوق الهابط… عملت إيه مع السوق الصاعد… يا ترى إيه رد فعلك لما السوق مشى عكس توقعاتك… ولما السوق مشى مع توقعاتك جنيت أرباح بسرعة ولا صبرت على الأرباح وهي بـ تتكون…
بكدة نكون اتعرفنا بسرعة على الثمانية مهام اللي بـ يقوم بيها كل مضارب ناجح عشان يحقق حلمة ويوصل لهدفه في أسواق المال… وأكيد إن أي مضارب بـ يبذل مجهود كافي عشان يفهم المهام الثمانية وبعد كدة يطبقهم على نفسه ممكن يكرر نفس نمط النجاح ويغير مستقبله في مجال أسواق المال ويحقق النجاح اللي بـ يتمناه…