المضاربة والحظ

يعتقد الكثير من مضاربي البورصة أن مسالة النجاح في هذا المجال مبنية على معادلات قياس القيمة العادلة وعزم الحركة وغيرها من المفاهيم التي تقول بأن مجال المضاربة مبنية على المنطق والعقل فقط … والبعض يرى أن توقع المستقبل ممكن أن يتم بصورة دقيقة من خلال استخدام نظريات جان وإليوت أو حتى باستخدام نماذج الذكاء الصناعي والشبكات العصبية.

وعلى الجانب الآخر، فالبعض يرى أن المسألة كلها حظ، بخت أو قسمة ونصيب … فمن اشترى ورقة مالية ما وكسب منها فهو شخص محظوظ … ومهما كانت أسبابه المنطقية فالحظ له الكلمة الأخيرة في موضوع النجاح أو الفشل … لأن حركة الأسعار من وجهة نظرهم عشوائية ولا تحكمها معادلات دقيقة.

ومن خلال دراستي لهذا الموضوع وأيضا من خلال تجربتي العملية يمكنني القول بأن 50% من حركة الأسعار يمكن تفسيرها على أنها عشوائية و50% منها يعتمد على المنطق … وبالتالي فالمضارب يتحكم بـ 50% مما يدور حوله … وعليه أن يثق في أن باقي المعطيات ستعمل لصالحه.

أنواع الحظ في البورصة

ولو دققنا أكثر سنجد أن الحظوظ في البورصة تنقسم لثلاثة أنواع وهي

1. الحظ الموروث. وهو شيء عندك من الأساس ولم تجتهد للحصول عليه. مثلا شخص ورث الذكاء أو المال أو كليهما … الخ. ومن وجهة نظري فجميعنا يمتلك هذا النوع من الحظ ولكنه يكون ظاهر لدى البعض أكثر من الآخر … خصوصا لو كان في صورة مادية ملموسة مثل المال.

2. الحظ الصادم. وهو شيء يحدث فيصدمك بقوته. وهذا النوع يحدث لبعض الناس … كأن يكون أحدهم شخص من طبقة متوسطة ثم يدخل مسابقة فيفوز بمليون جنية مثلا … أو أن يشتري أحدهم أسهم ثم ينساها بسبب مشاغل الحياة ليتفاجأ بعد ذلك بأن قيمتها تضاعفت عدة مرات.

3. الحظ المكتسب. وهو النوع المفضل لدي … لأن لديك قدرة على التحكم به نوعا ما وذلك من خلال مضاعفة الجهد المبذول لاكتساب الحظ … فلو كنت تبحث عن فرصة استثمارية في مجال محدد ولم تجدها فكل ما عليك هو أن تضاعف مجهودك للوصول لها.

الخلاصة

في النهاية ومن خلال دراستي للسيرة الذاتية للمضاربين الناجحين فإن سر النجاح في مجال التداول في أسواق المال ينبع من الموازنة ما بين التفكير المنطقي والتلاعب بالفرص المتاحة من السوق. لذلك فإنني عندما أضارب في البورصة استخدم قاعدتين أساسيتين وهما

  1. استخدم التحليل الفني وكأنه البلورة السحرية للتنبؤ بالمستقبل
  2. استخدم إدارة المخاطر وكأن السوق عشوائي تماما وخارج عن السيطرة

أتمنى أن تجدوا مقالي هذا مفيدًا لكم،
تحياتي

Scroll to Top