من يضارب أفضل، المرأة أم الرجل؟

قد يبدو من الظاهر أن إجابة هذا السؤال واضحة. فمجتمع البورصة ذكوري بطبعة. فوفقًا لبعض الدراسات، فإن أكثر من 80% ممن يضاربون في أسواق المال من الذكور، وأكثر من 60% تتراوح أعمارهم ما بين 24 إلى 45 عامًا. ولو قمت ببناء قائمة بأسماء كبار المضاربين على مستوى العالم ستجد أن جميعهم تقريبًا من الذكور. فالأسماء النسائية التي خطت لها مكان في عالم أسواق المال قليلة جدًا.

ولكن رغم حقيقة كون المضاربة في أسواق المال والعمل فيها ذكوري بدرجة كبيرة فإن علماء النفس ممن تخصصوا في البحث داخل هذا المجال لهم رأي مختلف. فعند التدقيق والبحث سنجد أن طبيعة المرأة في المُضاربة تختلف عن طبيعة الرجل. فوفقًا لما ذكره “د. ألكسندر الدر” Dr. Elder في كتابه Entries and Exits: Visits to Sixteen Trading Rooms فإن المرأة قد تكون أكثر قدرة على تحقيق الربح في أسواق المال من الرجل بسبب طبيعتها التي (1) تلتزم بالقواعد (2) تتجنب المخاطرة غير المحسوبة. هذا بشرط أن يتم تدريبها في قبل شخص محترف.

لاري وابنته ومسابقة أفضل مضارب في العالم

وفي هذا أود أن أَحكي قصة طريفة، ففي عام 1987 استطاع المُضارب الأسطوري “لاري وليامز” Larry Williams الفوز بكأس العالم للتداول على العقود المستقبلية حيث حقق عائد بنسبة 11,000% عندما استطاع تحويل عشرة آلاف دولار إلى مليون ومئة ألف خلال عام واحد من التداول.

ولكن لاري لم يكتف بهذا الإنجاز الذي لم يسبقه له أحد من قبل. فبعد عامين من ذلك وعندما بلغت ابنته “ميشيل” التاسعة من عمرها، قام لاري بتعليم ابنته المُضاربة وقد أظهرت مهارة كبيرة في ذلك جعلتها تتقدم لنفس البطولة التي أنتصر بها والدها في عام 1997، أي بعد فوز والدها بعشرة أعوام. وبالفعل فازت ميشيل بالبطولة، حيث حولت مبلغ 10,000 دولار إلى 100,000 دولار في عام واحد. أي حققت عائد سنوي على الاستثمار قدره 1000% وهو إنجاز لم يستطع أحد أن يتجاوزه حتى يومنا هذا. وبهذا يكون الأب وابنته قد سيطرا على هذه البطولة وحققا أرقامًا قياسية عالمية لم تُخترق بعد.

إن قصة لاري وميشيل وليامز هي مثال عملي لما أريد توضيحه هنا، وهو أن المرأة يمكنها النجاح في التداول داخل أسواق المال وسحق الكثير من الرجال، هذا فقط لو تدربت على يد محترف. ولو أردت أن تعرف أكثر عن لاري وليامز وأسراره في التداول فيمكنك قراءة كتاب “سر اختيار الأسهم لتحقيق مكاسب فورية وكبيرة“.

Scroll to Top