مرحبًا بك عزيزي المضارب الجميل،
في الماضي عندما كنت انتبه لوجود فقاعة سعرية قريبة كنت أحذر الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بقدر ما أستطيع، ولكن مع الوقت فهمت أنني أبذل مجهود بلا نتيجة، لأن الفقاعات السعرية هي حدث وارد ومستمر وكأنه جزء رئيسي من سلوكيات المجتمعات البشرية. فوجود هذه الفقاعات السعرية بمثابة جرس إنذار للمجتمع بأنه إذا لم يأخذ حذره فأثر هذه الفقاعة من الممكن أن ينتشر ليطول كل السلع والخدمات الموجودة، كما يحدث في لعبة سقوط قطع الدومينو.
مثلا، في أحد السنين وبدون سابق إنذار يحدث ارتفاع مفاجئ في سعر الطماطم، فلو لم ينتبه الناس تظهر فقاعة جديدة في سعر الخيار، ثم الخس، ثم اللحوم، وهكذا. وفي العام التالي تظهر فقاعة في اسعار الوقود، فلو لم ينتبه الناس ترتفع اسعار النقل والموصلات، وهكذا.
الفقاعة والعشوائية
ولأن الفقاعة السعرية هي ارتفاع وهمي للأسعار ناتج عن مشاعر الخوف والطمع لجموع البشر فهذا الارتفاع عشوائي وخاضع لمبادئ النظرية العشوائية؛ لذلك لا يمكن تحديد نهايته. فقد ترتفع الأسعار ضعف أو ضعفين أو ألف ضعف ولكن من الصعب معرفة نهاية الفقاعة لأنها مبنية على قرارات تتغلب عليها المشاعر وليس العقل.
لكن على الرغم من عدم قدرتنا على تحديد القمة لكن ممكن نسبيًا أن نحدد أين ستستقر الأسعار بعد أن تنفجر الفقاعة. وطالما أن الموضوع نابع من عشوائية الحركة فهو قابل للتوقع بنسبة 50%، أو بتعبير أدق فإن الأسعار غالبًا سوف تعود لنقطة المنتصف ما بين بداية الفقاعة السعرية وحتى قمتها.
فمثلا، لو كان سعر كيلو الأرز هو 10 جنية ثم حدثت فقاعة في سعره ليرتفع حتى 30 جنية للكيلو، فيمكننا توقع إلى أين سيهبط من خلال حساب نقطة المنتصف وهي 20 جنية، (10+30)/2
مثال آخر، لو ارتفع ثمن طن الذرة الصفراء من 8000 جنية ووصل لـ 20000 جنية فمن المتوقع أن يهبط إلى 14000 جنية للطن، (8000+20000)/2
مثال أخير، لو ارتفع سعر كيلو السكر من 5 إلى15 جنية فهذا يعني أن سعره بعد الأزمة قد يهبط إلى 10 جنية للكيلو، (5+15)/2
استثناء للقاعدة
بعد أن يزول سبب الفقاعة يزول معه تأثير الفوضى على الأسعار، حيث تتسبب عشوائية البشر في 50% من الفقاعة السعرية. أخيرًا لو كان الانخفاض بأقل من 50% فهذا يعني بأن سبب الفقاعة لم يزول بعد؛ أو ربما هي ليست فقاعة من الأساس ولكنها أزمة حقيقة وقد تستمر في التطور لبعض الوقت.