مقدمة المُترجم

منذ أن تعرفت على عالم البورصة في نهاية التسعينيات، كان لي هدف واضح، هو تحصيل المعرفة قدر الإمكان في هذا المجال. وقد استطعت أن أجمع عددًا كبيرًا من الكتب والمواد التعليمية. وبعد أن قرأت الكثير من الكتب والمقالات في مجال التحليل الفني لأسواق المال، قمت بتقسيم الكتَّاب والمؤلفين في رأسي إلى قسمين؛ القسم الأول هم من يؤلفون كتبًا أكاديمية تصلح للتدريس، يكون البعض منها شرحًا مفصلًا لنظرياتٍ محدَّدَةٍ في التداول، والبعض الآخر كتب موسوعية عامة هدفها جمع أكبر قدر من المعرفة في مجلد واحد. أما النوع الثاني من الكتب، فهو الكتب التي تحتوي على الخبرة العملية، وتشرح تجارب المتداولين في أسواق المال، والخبرات التي اكتسبوها من وراء العمل في هذا المجال. وكتاب نيكولاس دارڤاس “كيف ربحت 2,000,000 دولار في سوق الأسهم” يقع تحت هذا التصنيف؛ فهو كتاب عملي يسرد قصة حقيقية يمكننا منها أن نتعلم عن أهم الأدوات التي يجب أن نتسلح بها لو أردنا الاستثمار في بورصات المال باحترافية.

ورغم أن الكتاب غني بالمعرفة والخبرات والتجارب، إلا أن أهم ما يميز نيكولاس دارڤاس هو قدرته الكبيرة على التعلم من أخطاء الماضي؛ فكما سترى عندما تقرأ الكتاب، فإن دارڤاس مرَّ بعدة مراحل في رحلته داخل وول ستريت. بدأ كمغامرٍ مُقامرٍ بلا خبرة حتى انتهى لنظريته الخاصة في التداول، التي بدورها ترجمت خبرته للثروة التي يحلم بها كل من يدخل هذا المجال. وهو لم يُلقِ اللوم على أحدٍ عندما كان يخطئ أو يخسر مالًا، بل كان يدرُس أخطاءه جيدًا، ويستفيد منها، ثم يبدأ رحلته من جديد؛ وربما تكون هذه الروح المُثابرة هي السبب فيما وصل إليه.

لقد تعرفت على هذا الكتاب منذ أكثر من ثمانية أعوام، وقرأته عشرات المرات لأنه من الكتب القليلة التي ينقل فيها الكاتبُ خبرتَه في السوق مباشرة للقارئ، ولإحساسي بأن الكاتب صادق بصورة كبيرة، ولديه فهم عميق لطبيعة أسواق المال وكيفية التعامل معها بصورة عملية؛ لذلك وجدت أن ترجمة هذه القصة ستكون إضافة مفيدة للقارئ العربي.

لقد حاولت أن أجعل الترجمة بسيطة وقريبة للغتنا المعاصرة قدر المُستطاع، ولكن كان عليَّ الالتزام بنص الكتاب. كذلك حاولت أن أجعل الكتاب سهل الفهم حتى على من ليس له دراية كبيرة بأسواق المال، وذلك من خلال إضافة ملحق بالمصطلحات غير الدارجة في عالمنا العربي. كذلك تم إضافة قسم خاص يوضح حياة نيكولاس دارڤاس حتى يتعرف القارئ عليه أكثر من قرب.

أتمنى أن تجدوا هذا الكتاب مفيدًا لكم كما كان مفيدًا لي، وأن يكون فاتحة خير على كل من يقرؤه.

تحياتي
محمد البرماوي، CMT
15 سبتمبر 2016

العودة إلى الفهرس

Scroll to Top