مقدمة المؤلف

تعد كتابة تحِديث لمقدمة كتاب تم تأليفه منذ أربعة عشر عامًا مضت تحديا حقيقيًّا!

ولكن التحدي الحقيقي هو أنني أمِيل إلى تغيير بعض ما ظَهَر في النسخة الأصلية من هذا الكتاب. ولكن أثناء قراءة الكتاب وإعادة قراءته، أرى أن الكتاب ببساطة لا يحتاج إلى إعادة تأليف أو إعادة تغيير.

إن الأدوات، التقنيات، المؤشرات والاستراتيجيات التي نوقشت في هذا الكتاب صالحة الآن كما كانت عليه في عام 1972 عندما تم تأليف هذا الكتاب.

هناك شيئان أود التأكيد عليهما عند قراءتك لكتاب “سر اختيار الأسهم” لأول مرة.

أولاً، أن الأدوات المذكورة في هذا الكتاب قد صمدت أمام اختبار الزمن.

لقد تلقيت رسائل ومكالمات هاتفية من أشخاص أقسموا حرفيّا بتقنية “التجميع والتوزيع” التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب. ربما جاءت أعظم رسالة شُكر لي على كتابة هذا الكتاب في شكل بطاقة بريدية أرسلها إليّ محام كان يقضي إجازة في جنوب المحيط الهادئ. قالت البطاقة البريدية ببساطة، “عزيزي لاري، أنا وزوجتي نأخذ هذه الإجازة بسبب الأرباح التي حققناها باتباع المؤشرات التي قدمتُها في كتابك وخاصة أسلوب التجميع والتوزيع. كِلَانا نستمتع بأشعة الشمس ونشكُرك كثيرًا.”

إن الكثير من العمل الفني الذي يتم إنجازه اليوم من قِبَل كبار المستشارين هو جزء مما ظَهَر في هذا الكتاب، لذلك لا أريد أن أغير ما كُتِب لسبب آخر غير الأغراض التاريخية. يبدو أن هذا الكتاب كان بمثابة كتاب مقدس أوحى بالتغيير في المناهج التقنية للسوق.

فما تزال المؤشرات المذكورة في هذا الكتاب تعمل بنفس الكفاءة. وبالتالي كما يقول المثل، “إذا لم يتم كسرها فلماذا إصلاحها؟”

ربما تكون القيمة الأطول أجلاً والتي يمكن الحصول عليها من هذا الكتاب هي التوقعات الرئيسية التي تم إجراؤها في الكتاب في ظل نمط الـ 37 عامًا والذي أعتقد أنني تمكنت من استنتاجه والذي صرّح ببعض التوقعات المستقبلية الهامة جدًا.

لاحِظَ أنه في الخمسة عشر عامًا التي انقضت منذ كتابة الكتاب، كانت هناك العديد من الدعوات للكوارث الاقتصادية، وانهيارات سوق الأوراق المالية، وجميع أنواع الحجج من مروجي التشاؤم حول مدى سوء ما قد تصل له أوضاع العالم. ولكن حقيقة ما حدث على أرض الواقع يتوافق إلى حد كبير مع التوقعات الواردة في هذا الكتاب.

ستمنحك دراسة هذه التوقعات الرئيسية خارطة طريق اقتصادية توضح الاتجاه الذي يتجه له الاقتصاد وسُوق الأوراق المالية لفترة طويلة قادمة.

نعم، سيكون هناك انهيار كبير في سوق الأسهم. والسؤال المهم ليس أنه سيحدث، ولكن متى سيحدث. الجواب على ذلك في هذا الكتاب.

من خلال ما أرى، يبدو أن أسلوب التداول الخاص بي قد سهّل إلى حد كبير على معظم المتداولين ما يفعلونه. لقد قطعت مرحلة كبيرة من حياتي في تجارة الأسهم ثم انتقلت إلى السلع. معظم خبرتي في التداول هي الآن في السلع لأن السلع يسهل تداولها، خاصة بسبب انخفاض معدل الفائدة في الأسهم. ومن المثير للاهتمام أن الأدوات التي أستخدمها في تداول السلع متشابهة جدًا إن لم تكن الأدوات نفسها التي تمت مناقشتها في هذا الكتاب.

لقد كانت أسواق المال هي كل حياتي. ويبدوا أنها كانت فكرة جيدة، وآمل أن تكون كذلك بالنسبة لك.

تحياتي الحارة،
لاري ويليامز

العودة للفهرس

Scroll to Top